" لو" زوجي رومانسي ، تقضي عمرك كله معه في شجار بسبب تقصيره في رومانسيته، في عيد ميلادك تنتظرين منه الورود وإضاءته الشموع، فلا يفعل، وتضيع فرحتك بعيد ميلادك، وحين تتكدس الحياة بالمشاكل الزوجية، وتتصاعد رائحة الأدخنة من شدة صراعكما، لحظتها تتمني أن يحتويك ويربت عليك، فلا يفعل، فتزداد ألسنة اللهب، وتستمر المعارك تنشب بينكما لأيام ولأسابيع، وقد تمتد طوال سنوات حياتكما الزوجية.
" لو" أبنى متفوق دراسيا، تقضي عمرك معه وكأنك في معركة حربية، تذاكرين معه دروسه، تسهري الليل أمامه لتشجيعه علي السهر، فضلا عن الدروس الخصوصية وعذابها. وحين لا يحقق لك ما تتمنيه، ويتعثر دراسيا، أو لا يحقق التفوق المنشود، تصابين بالإحباط والاكتئاب، وتزرفين دموع الحسرة.
" لو" زوجة ابني كانت طيبة وعطوفة وتعاملني كما أمها، وتدور النقاشات والحوارات مع ابنك، إثر كل موقف مع زوجته، لم تطبق فيه ما تمنيته بها، وتحتد النقاشات، يرضخ أحيانا وينصاع لأوامرك،وفي أخرى يستسلم أمام أنانيتها وتوحدها مع ذاتها. و تنتظرين تحقق ما تأملين فيها، فلا يتحقق، وتدورين في دوائر مفرغة، في علاقة تتسم بالشد والجذب، والنكد والخصام.
" لو" صديقة الطفولة، كانت بقدر عطائي لها. تنسجمان معا ، ترتاحا معا، تعيشا بوجهكما الحقيقي بكل أخطاءكما وحسناتكما. وعندما تمر بمشكلة تهرعين إليها بكل طاقات الحب والعطاء، وحين تقعين في مشكلة ما، تنتظرين منها أن تقوم بمثل ما قمتي به، من الإنصات والعطاء في سرعة وحب، لكنها لا تفعل ، فلا تمتلك قدر شهامتك ومروءتك، فتصابين بالإحباط، وتتعرض مشاعرك تجاهها لصدمات متتالية، ويستمر العتاب والهجر والتصالح هو سمة علاقتكما. التي لا يمكن أن تنتهي بسبب سنوات العشرة وبسبب التوحد النفسي معها.
" لو" أبنتي تحبني وتبرني كما كنت مع أمي. وكلما زاد عطاءك لها وإغراقها من فيض مشاعر الأمومة اللا متناهية، تأملي لو عاملتك بمثل هذا الحب، تتمني لو تنازلت عن أنانيتها، وقدمت لك ولو جزء قليل من رعايتك لها، منذ كانت جنين ينبض داخل أحشائك، وحين لا تجدي ما تنتظرينه سوى الجحود والنكران، تصابين بالإحباط والاكتئاب والحزن.
" لو" كان أخي يشعر بأهمية العائلة مثلي، وحريص علي توطيد الروابط العائلية، تعيشين في روح مسلسلا " ليالي الحلمية"، و " عيلة الدوغري"، وتتمني تحققهما في حياتك مع أخيك واهلك ، تحرصين كل الحرص علي تجميع العائلة في كل المناسبات، وفي المقابل تجدينه حريص كل الحرص علي الابتعاد عنها، والتعامل بمنطق صباح الخير يا جارى أنت في حالك وأنا في حالي، فتشعرين بالإحباط والحزن والاكتئاب.
" لو" أداة انتحار.. لا أحد سيغير من طباعه وشخصيته، مهما كانت درجة قربه منك. انتظارك لما لن يحدث، اغتيال لعقلك و لمشاعرك، ستتحملين عواقبه أنتي وفقط، وكما قالوا زمان" لو حرف شعلقه في الجو" ، عِش الواقع بكل شخوصه كما هُم، أقلمي نفسك أن تكوني نفسك ، ويكونوا هم أنفسهم، فتفوزين بالسعادة وراحة البال.