الرأى للشعب
حنان خيرى
العطـاء دون الطـمع

العطاء ينبع من إرادة حرة ..إنه تعبير عن الحرية ولا يستطيع أن يعطى بسخاء وبتفان إلا الانسان الحر المخلص الصادق صاحب الضمير اليقظ ولذلك حين يقدم المساندة لمن حوله يشعر بالأنا فى أوج صدقها وقوتها وجمالها وإبداعها ..إذن فى العطاء تحقيق للذات وتأكيد لحريتها من خلال الرعاية والتضحية والألتزام بالآخرين ولهذا يشعر بالمتعة في عطاءه أكثر من الأخذ حيث انه مبنى على الادراك الواعى للقيمة النفسية الحقيقة لمن حوله.. فالثراء النفسى الذى يتمتع به الانسان يمنحه الكثير من التوازن فى معاملاته بالآخر.

ولذلك يتحتم علينا فى جميع المواقف التى نواجهها نحاول أن نفسر سبب تصرف الآخرين على النحو الذى يتصرفون به ، ونحاول دائماً وخاصة فى المواقف الصعبة أن تضع نفسك فى موقفهم ،فهناك قول مأثور وهو"لا تحكم على المرء قبل أن تضع نفسك فى مكانه وترى كيف كنت ستتصرف "فهنا ستقوم بمعاملة الآخرين بالطريقة التى تحب أن يعاملوك بها،وهذا سوف يساعدك على رؤية الأشياء من وجهة نظر الآخرين والتى تبدو لهم دائماً صحيحة وهذا سوف يساعدنا على إبداء المزيد من الفهم والتعاطف تجاههم ،وفى المقابل سوف تصبح حياتنا أكثر سهولة ،وسوف تصبح أنفسنا أكثر هدوءاً ونتذكر دائماً نصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم "أحب لأخيك ما تحب لنفسك".

ومن هنا نقول أن الإحسان يكون دون انتظار المقابل ..فلا تتوقع رد الفعل بعينه عندما تقوم بتقدير الآخرين أو التعاطف معهم ،ولا تقدم معروفاً لأحد وكأنك تنتظر منه أن يحرر شيكاً فى المقابل بأسمك ، وعليك أن تبذل العطاء دون الطمع فى المقابل ، وكن متفتح الذهن تجاه ردود أفعال من تحسن إليهم وتتعاطف معهم ، وإذا لم تفعل ذلك فسوف تصاب بالإحباط ،فأنت لا تعلم مدى أثر ما تفعله أو تأثير تصرفك ونتائجه على الآخر ، واعلم أنك أكثر سعادة لأنك بذلت جهداً إيجابياً ،وبالتأكيد ستجنى ثمارها ،لذلك إبتسم وكن سعيداً بأى معروف تقدمه لمن حولك ، ولا تنتظر المقابل ، بل اجعل سعادتك بما تفعله هو المقابل.

واخيراً ..نحن فى حاجة إلى عودة الرحمة والصدق والعطاء دون مزايدات أو العبارة المزعجة التى تتردد دائماً على أسماعنا ونتألم منها وهى "المصالح تتصالح "ولذلك لابد أن تستيقظ الضمائر لتحارب كل من هم فى غفلة من النوم ومن المعروف أن النائم فى ذمة الصاحى وسيحاسبنا الله على صمتنا أمام الغافليين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف