جريدة روزاليوسف
أحمد سند
الطائرة المصرية.. والـ42 دقيقة الفارقة
فجعت مصر يوم الخميس الماضى عقب انتشار اﻷخبار عن تحطم الطائرة المصرية المنكوبة فى عرض البحر المتوسط أثناء رحلتها العائدة من باريس إلى القاهرة التى حالت 42 دقيقة دون تحطمها أو انفجارها فى سماء القاهرة أو بمطار القاهرة وما يترتب عليه من نتائج سلبية، ولكن تأخير الرحلة فى مطار «شارل ديجول» الفرنسى عن موعد إقلاعها ووصولها فى موعدها المحدد بمطار القاهرة، ومن هنا يأتى ترجيح احتمالية العمل اﻹرهابى بنسبة غالبة. والعمل الإرهابى الذى نرجح كفته هدفه تشويه الواقع الذى تعيشه مصر، المتمثل فى انطلاقة مشروعات التنمية فى مختلف المجالات مع إشاعة صورة مغلوطة حول طبيعة استقرار الأوضاع فى ظل التحديات الدولية والداخلية الراهنة أمام مصر قيادة وحكومة وشعبًا.. فالدولة تسابق الزمن لتحتل مكانتها بين الدول سياسيًا واقتصاديًا. أما بخصوص رواية انتحار الطيار، فالكل يعلم أن «الوكالات العالمية تسعى لإنقاذ شركات ومصانع الطائرات الخاصة بها، فتروج شائعات عن انتحار الطيار، كونه مات وأصبح لا يستطيع الدفاع عن نفسه». وأصبحت شائعة انتحار قائد طائرة مصر للطيران المنكوبة بمثابة طوق النجاة لفرنسا ومصالحها الاقتصادية وصورتها كدولة تتمتع بأعلى معدلات الأمان العالمى، فالشائعة التى يتم تداولها على استحياء حاليا فى وسائل الإعلام الأجنبية تهدف إلى إلقاء اللوم على عاتق الطيار بمفرده فى محاولة للهروب من المسئولية.. فالاعتراف بوجود عمل إرهابى يؤدى إلى اهتزاز الثقة فى الأمن الفرنسى وإعلان اختراق مطار بحجم وأهمية شارل ديجول أمنيًا من قبل الإرهابيين، يعنى مجموعة من الكوارث ليس لفرنسا وحدها ولكن لكل الدول الأوروبية بعد تفجيرات مطار بروكسل وتوقفه عن العمل. ولقداعتبر الأمريكان فى الماضى، مجرد نطق الكابتن جميل البطوطى مساعد الطيار بعبارة «توكلت على الله» فى رحلة مصر للطيران رقم 990 عام 1999، التى سقطت بعد إقلاعها من الأراضى الأمريكية باتجاه القاهرة وعلى متنها سبعة عشر عسكريًا مصريًا دليلاً على انتحاره، أو دليلاً على تعمده السقوط بالطائرة التى تحمل مجموعة من خيرة مواطنينا فى تخصصات عسكرية نادرة. ولأن مصر بعد تخطى صدمة وقع الخبر، استوعبت أن شهداء الطائرة الآن فى معية ربهم يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، فندعو لهم بالرحمة.. ولأهل الضحايا والمصريين خالص عزائنا. -
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف