"يداً بيد". "الممولة المتحدة". "الأفريقية المصرية لحقوق الإنسان". "شايفنكم". "نظرة للدراسات النسوية". "الإصلاح القانوني العقابي العربي". هل سمعت عزيزي قارئ "المساء" عن هذه الاسماء من قبل؟!
إذا كنت سمعت عنها فقل توصيفاً لها قبل أن أخبرك.. "غلب حمارك"؟! إذاً علي أن أخبرك كما وعدتك. هذه يا صديقي تسمي منظمات المجتمع المدني!
ستسألني: هل هذه المنظمات تعمل في ربوع الوطن العربي كله؟! وسأقول لك إنها جزء من كثير تعمل في مصر وحدها!
أجد في عينيك يا عزيزي نظرة تقول: "حضرتك صحفي ومطلع ولديك معلومات. وجئت لكي تترسم علينا. وتسألنا ما لم نحط به علما". وأرد عليك بكل أمانة وصدق. إنني لم اكن أعلم اسم اي كيان من هذه المنظمات. سوي واحدة فقط. لأجل الحلفان. وهي منظمة "شايفنكم" لمراقبة الانتخابات.
اسماء هذه المنظمات واسماء العاملين بها أو المتعاونين معها. ظهرت في الوثائق الأخيرة التي نشرها موقع "وكيليكس" المثير للجدل. علي أنها تلقت تمويلاً أمريكياً إن حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
أسئلة عديدة دارت في مخيلتي وأنا أقرأ هذه الاسماء. من بينها: من يقوم بترخيص هذه المنظمات أو يسمح لها بالعمل علي أرض مصر؟! من يراقبها ومن يشرف عليها؟! ما الدور الذي تقوم به حتي في ملف الحريات؟! والأهم من كل ذلك.. ما الذي قدمته هذه المنظمات للمجتمع.. للشارع.. للمواطن؟!
من بين الأسئلة أيضا التي طرحها الكشف عن اسماء الشخصيات والمنظمات المتعاونة أو المتخابرة مع السفارة الامريكية بالقاهرة.. ما هي حدود كل شخص وسقف حريته في الاتصال بالسفارات الأجنبية والشخصيات الدبلوماسية؟!
إجابة كل الأسئلة السابقة تتلخص في اننا نعيش شبه حياة سياسية في شبه دولة!