تخيلوا معي السيناريو الأسوأ للطائرة المصرية المنكوبة التي سقطت في البحر المتوسط في طريق عودتها من باريس إذا تم تفجيرها كما خطط له الإرهابيون.
الطائرة تأخرت لحوالي أربعين دقيقة عن موعد الإقلاع المقرر لها من مطار شارل ديجول الفرنسي. وسقطت في بداية دخولها المجال الجوي المصري وكان متوقعاً لها الهبوط بمطار القاهرة بعد عشرين دقيقة تقريباً. ومعني ذلك أنه مع صحة الاحتمال شبه المؤكد أنها سقطت نتيجة انفجار قنبلة من داخلها فإنه كان مخططاً لهذا الانفجار أن يقع في حالتين:
أولاً: انفجار الطائرة فوق المناطق السكنية بالقاهرة أو الجيزة لأننا نعلم أن أي طائرة قبل هبوطها بالمطار تنفذ دوراناً في شكل دائرة فوق القاهرة والجيزة قبل الهبوط حتي تستقبل المدرج في شكل مستقيم. وفي ظل هذه المعطيات يكون من المخطط إحداث كارثة وسقوط أكبر عدد من الضحايا قد يصل إلي الألوف.
ثانيا: انفجار الطائرة فور هبوطها أرض المطار. وفي هذه الحالة تنفجر معها عدة طائرات أخري وربما يتم تدمير ممرات الطيران بما يوقف حركة الطيران بمطار القاهرة لمدة طويلة لحين إصلاح الممرات واستئناف حركة الطيران. هذا إذا استؤنفت أصلاً. لأنه من المتوقع أن يستغل الإعلام الغربي وأبواق الإخوان وعملاؤهم هذه الكارثة للهجوم علي نظام الحكم في مصر وربما فرض حظر جوي علينا لحين ظهور الحقيقة التي لن تظهر بحسب هذا المخطط الشيطاني. ويكون هذا السيناريو هو المسمار الأخير في نعش السياحة المصرية إذ كيف يأمن السياح علي حياتهم بينما المطار الرئيسي في البلد المضيف غير آمن؟!
هذا السيناريو باحتماليه يضعنا أمام عدة أسئلة مهمة وهي:
ــ إلي أي مدي سنظل نستقبل الضربات تلو الضربات دونما أن يكون لنا المبادرة ضد من يخططون وينفذون هذه المخططات لاسقاط الدولة. وهم معروفون؟!
ــ هذه المرة خابت. فمن يضمن ألا تصيب المرة المقبلة وتقع معها كارثة أكبر من تلك التي أنقذنا منها الله. علي الرغم من سقوط شهدائنا الأبرار الذين كانوا علي متن هذه الطائرة والذين اعتبرهم قدموا أرواحهم فداءً لمصر وحماية لها من كارثة أكبر؟!
ــ لماذا لا تتم دعوة رؤساء أجهزة المخابرات في مصر وروسيا وفرنسا والسعودية والإمارات لاجتماع عاجل لبحث ما توصلت إليه أجهزتهم بشأن هذا الحادث أو غيره من الحوادث التي لم يعلن عنها ونفذها هؤلاء الأبالسة وهي كثيرة ووضع خطة لمواجهة مخططاتهم إما بكشفهم أمام الرأي العام العالمي أو بتنفيذ عمليات استباقية ضدهم تكسر شوكتهم وتظهر لهم العين الحمراء حتي يعلموا أن لمصر رجالاً يحرسون أمنها القومي ويدافعون عنه ضد أي شياطين علي وجه الأرض؟
إنني اتصور أن الأمور لا تحتمل الصبر والحلم أكثر من ذلك علي هؤلاء الذين لا يريدون لمصر أن تقف علي قدميها من جديد. ويحاولون ليلاً ونهاراً اسقاطها بشتي الطرق مهما كلفهم ذلك من مال أو جهد أو وقت.
يقيناً ان تنظيم داعش إذا كان قد نفذ هذه الجريمة فإنه تلقي تمويلاً من دولة غنية ـ نعرفها ــ يهمها اسقاط مصر. وساعده في التخطيط أجهزة مخابرات لعدة دول نعرفها يهمها اسقاط مصر وجند عملاء خونة نعرفهم يهمهم إسقاط مصر. فإذا كان الأمر كذلك فماذا ننتظر حتي نتحرك ضد هؤلاء الكلاب؟ هل ننتظر الكارثة المقبلة؟ ومن يدري إننا نستطيع تحمل عواقبها إن حدثت؟!
المؤامرة اصبحت أخطر مما نتصور. ولن يهنأ لهؤلاء الكلاب بال ولن يكتفوا إلا وهم يرون هدفهم يتحقق بسقوط مصر وعودتها للمربع صفر من جديد. ومؤكد أن هذا لن يحدث لسبب بسيط ذكره الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم عندما قال: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" صدق الله العظيم.
اللهم بحق هذه الأيام المباركة انتقم من كل من أراد بمصر سوءاً. واجعل كيده في نحره. وأرنا فيه آياتك وعجاب قدرتك يا حي يا قيوم يارب السماوات والأرض ويارب العرش العظيم.. آمين.