اللواء الاسلامى
هناء طوبار
النعم والنقم
** أقبل الرسول صلى الله عليه وسلم يوما على أصحابه فقال : " يا معشر المهاجرين خمس اذا ابتليتم بهن أعوذ بالله أن تدركوهن ، لم تظهر الفاحشة فى قوم قط حتى يعلنوا بها ، الا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التى لم تكن مضت فى أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان الا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجود السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم الا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله الا سلط عليهم عدوا من غيرهم ، فأخذوا بعض ما فى أيديهم ولم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله الا جعل بأسهم بينهم " .
** ان للمعاصى شؤمها وللذنوب آثارها ، فاذا كثر الخبث استحق القوم الهلاك ، وبكثرته تنتقص الأرزاق وتنزع البركات ، ويعم الفساد ، وتتفشى الأمراض ، وتسود الفوضى وتضطرب الأحوال ، وبالمعاصى تزول النعم وتحل النقم وتتوالى المحن والفتن .
والتقصير فى فرائض الله وتفشى المنكرات وقطيعة الأرحام وعقوق الوالدين وأكل الحرام وأكل أموال الناس بالباطل وظلمهم واغتيابهم كلها ذنوب أهلكت أمما ودمرت شعوبا .. وسلبت نور القلوب وأطفأت جذوة الايمان وقتلت الغيرة على حرمات الله والمخرج من ذلك كله جاء فى قول الله سبحانه : " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .. والحل يكمن فى مجاهدة كل مسلم لنفسه حسب طاقته فى منزله وعمله وفى كل مكان وزمان ، وأن يخلص العبادة لله وألا يتحاسد ولا يتباغض ويتقى الله ويتعظ ويعتبر ويبادر بالتوبة ، فعطايا الله عظيمة وجليلة ، ولكن سبحانه لا يصلح عمل المفسدين .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف