السيد العزاوى
الكلم الطيب .. الإخلاص والعمل الجاد في استقبال شهر رمضان
المؤمنون المخلصون الصادقون يضاعفون صالح الأعمال ويكثرون من الصيام في ختام شهر شعبان ابتهاجا باستقبال شهر رمضان وأيامه المباركة وتلهج ألسنتهم بتكرار الدعاء "اللهم بلغنا رمضان" تقديرا وإجلالا لهذه الفرصة المتاحة لعباد الله الصالحين يخصلون النية لله تعالي والاستمرار في أداء العمل الجاد وتقديم كل أنواع البر والتكافل ابتغاء وجه الله تعالي.. والابتعاد عن كل مواطن الشبهات ويكثرون من صلة الأرحام وبر الوالدين ولا يغيب عن خاطرهم قول الله تعالي "ربكم أعلم بما في صدوركم أن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا" يتطلعون إلي عفو الله ومغفرته في كل لحظات حياتهم ولا يدخرون أي جهد أملا في رضا رب العباد.
هؤلاء العباد في هذه الأيام المباركة ويضعون نصب أعينهم حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمريء ما نوي. فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه" نوايا الصالحين لا يخالطها أي من نوازع الشر أو الغرض الدنيوي. يقدمون كل الوان الخير ويتضرعون لله بأن يتقبل منهم صالح العمل وطيب القول.
في نفس الوقت يكثرون من الصيام قبل أن تمضي أيام شهر شعبان اقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم فقد كان يكثر من الصيام وعندما سئل صلي الله عليه وسلم عن السر في ذلك قال: إن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلي الله واحب أن يرفع عملي وأنا صائم" يتردد في وجدانهم تساءل يتضمن إذا كان هذا شأن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فما بالنا نحن نكثر من الأعمال الصالحة وتحدونا الآمال في عفو الله وقبوله. ويكثرون من قراءة القرآن في رمضان لأنهم يدركون أن الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما خاصة أن لكل حرف من حروف كتاب الله ثوابا وقد حدد الرسول صلي الله عليه وسلم ذلك بصورة لا تقبل اللبس أو الجدل بأي حال من الأحوال حيث ان "آلم" التي تتكون من ثلاثة حروف لكل حرف منها ثواب وليست الكلمة كلها حرف. طمع الصالحين دائم في الثواب الأكبر.
لا يغيب عن خاطر أهل الصلاح والتقوي أن من صام رمضان إيمانا واحتسابا لوجه الله غفر له ما تقدم من ذنبه هذه المعاني الكريمة تمتلك وجدانهم وإذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا أوامر الله تعالي فإذا مبصرون حيث يطردون وساوس الشيطان وكل اغراءاته الخبيثة ولا تشغلهم أي أعراض تلهيهم عن ذكر الله "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار. ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب".
الصالحون يدركون قيمة الصيام ويعرفون أن الجزاء يقدره رب العزة تبارك وتعالي حيث يقول سبحانه في الحديث القدسي: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" يحرصون علي تطبيق هذه المعاني الجليلة في كل أعمالهم وتصرفاتهم ويخشون الله حق خشيته بما يتناسب مع جلال عظمته سبحانه. الأخلاق الكريمة وبدنهم ومن أهم صفاتهم في الصيام ويشتاقون إلي عطاء الله وعفوه .. ويتضرعون إلي الله أن يمنحهم أعلي الدرجات.. حيث أول الشهر الكريم رحمه ووسطه مغفرة وآخره عنق من النيران. ويطمعون في نظرة من الله تعالي لأن من نظر إليه الحق سبحانه فإنه لا يعذب أبدا.. رحمة وعفو من الله للعباد في شهر الصيام.
المؤمنون الصادقون يدركون قيمة هذه الأوقات فلا تشغلهم المسلسلات أو اية أعمال أخري عن ذكر الله وقراءة القرآن. ولا يركنون إلي أي من هذه الأعمال التي تبثها أجهزة التليفزيونات عبر الفضائيات ويشغلون بها الصائمين. كما أنهم يحرصون علي الصدقات والمسح علي رءوس الايتام ويطعمون الطعام ابتغاء وجه الله تعالي ولا يغيب عن هؤلاء المؤمنين قول ربنا سبحانه "ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما واسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. انا نخاف من ربنا يوما كان شره مستطيرا.. نتضرع إلي الله تعالي أن يعين كل مؤمن صادق مع الله ونفسه علي أداء هذه الفريضة علي أكمل وجه وأن يتقبل الله الصيام والقيام وسائر الأعمال الطيبة إنه ولي ذلك والقادر عليه.