الجمهورية
أحمد محمود كريمة
الدخلاء .. وقضايا تثير الفتنة
حرم وجرم الإسلام الدعوة إلي باطل. دلت علي ذلك نصوص شرعية محكمة منها: قول الله عز وجل إخباراً عن شياطين الجن الداعية إلي المعاصي والآثام. وتبرؤهم ممن استجابوا لهم: "وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم" الآية 22 من سورة إبراهيم.
وجه الدلالة: إن الدعاة عليهم إثم ضلالهم في أنفسهم. وإثم آخر. بسبب ما أضلوا من غير أن ينقص من أوزار أولئك شيء تفسير ابن كثير 2/.189
وقال سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من دعا إلي ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيء" صحيح مسلم 4/.2060
وإذا علم هذا فإن الدعوة إلي الباطل من مسببات التطرف المنسوب إلي الدين. ومن بواعث الإرهاب والإرعاب. وبالمثال يتضح المقال:
1" تهوين بعض منسوبين إلي العلوم الإسلامية في مؤسسات إسلامية لأحكام شرعية ثابتة مستقرة بدعوي "استفت قلبك". "اجتهاد الكل سواء خواص أو عوام" و"استنارة". هؤلاء ببضاعتهم العاطلة والباطلة بترويجهم للشاذ والضعيف والموضوع والمرجوح والمدسوس وغيرها. يساهمون إلي حد كبير في تقويض بنيان التشريع الإسلامي. وافقاد الثقة بهذه المؤسسات وبالتالي تمسي الأنشطة الدعوية والتعليمية والإعلامية "هباء منثوراً" وفي فقه الواقع. وتراجع تأثير مؤسسات إسلامية تخصصية وإخفائها وفشلها يعود في المقام الأكبر إلي هؤلاء الدعاة إلي باطل. وأمثلة صارخة مخالفة لنصوص شرعية مثل:
* إدعاء أحدهم أن "العازل الطبي الذكري" ممارسة في معاشرة جنسية مع أجنبية لا يعد زنا!!
* زعم آخر إن الرقص الشرقي بما فيها من كشف ما أمر الشرع بستره وحركات الإثارة ليس بحرام!
* انتحال أحدهم خبر مكذوب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث تجرأ في الإذاعة الرسمية المصرية "لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوج أن يسجد لزوجته"!! وحصول إذن الزوج من زوجته عند الخروج من البيت!!
* رمي مؤسسات فقهية تخصصية بأنها جهات وصاية علي المسلمين!
* زعم متسلفة أنهم وحدهم دون المسلمين "فرقة ناجية منصورة"!!
* إدعاء فصائل المزايدين بالدين لأهداف سياسية كالشيعة وجماعة الإخوان أنهم وحدهم أصحاب الفهم للإسلام والداعون لدولة دينية.
* ركون قواد جماعات العنفين الفكري والمسلح إلي تأويلات مغلوطة. وإلي تحريف الكلم عن مواضعه. ونسبة هذه الأخلاط إلي الإسلام!
* عدوان جهلة متصوفة علي ظواهر الشرع بقصص وحكايات لا أساس لها من الصحة الفقهية ولا المنطق السليم ولا العقل كذلك!!
* جنوح بعض المفتين إلي ما يرضي نظماً سياسية علي حساب الدين. تبريراً لتصرفات.
* الزعم أن احتشام المسلمة شريعة يهودية وجاهلية!!
* إشغال وإلهاء المجتمع بقضايا تثير فتناً وحيرة "تجعل الحليم حيرانا" من بعض إعلاميين. وبمنهج التناطح لا التناصح. والتدابر والتهاجر والتباغض ليظل المجتمع في عراك وشجار علي حساب المصالح العليا للمجتمع!!
كل هذا وما يناظره وما يشابهه وما يماثله تداعياته من تنامي الاجتراء والافتراء علي الدين الذي يسبب التطرف إما بممارسات العنف أو بالإلحاد!
فمن يوقف دعاة الباطل؟!
بلغ فهل من مدكر؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف