لأنها أم مصرية لابد أن نغضب لأجلها أن نغار علي شرفها ، والكلام عن كونها مسيحية أو مسلمة هو هراء لا معني له ومحاولات يائسة لإحداث الشقاق بين أبناء الوطن الواحد ، تلك السيدة التي تعرضت للأذي في حادث المنيا الأخير هي أم مصرية وكفي . إن التنكيل بأم مصرية وتعريتها أمام الجميع هو مشهد غير آدمي ويندي له الجبين ، ومن ارتكبه يجب أن ينال عقابه ، والقانون وحده هو الضامن الحقيقي لحصول كل ذي حق علي حقه ولا يمكن أبداً حل تلك المشكلات بالجلسات العرفية ، وبعد ذلك نبحث عن عقد جلسات الصلح .. ألتقي بصورة شبه يومية بصديقي المسيحي جمال «ابو جاك » سواء مقابلة فعلية أو من خلال الهاتف نتحدث كثيراً عن محاولات الوقيعة بين المصريين وإثارة الفتن من جانب جماعات الإرهاب وأستمع إلي القرآن الكريم داخل أحد محلاته التي تزينها صورة البابا شنودة .. رغم يقيني أن غالبيتنا سيرفض ما تعرضت له السيدة المصرية ، لكن الأسئلة تفرض نفسها : ما الذي حدث لنا ؟ لماذا تغيرت سلوكياتنا بهذا الشكل وأصبحنا نعاني التحرش و البلطجة والقتل والإرهاب ؟.. ويبقي السؤال الأهم : هل الإعلام هو المسئول عن تدني مستوي سلوكيات المصريين ونشر الكراهية والألفاظ النابية؟ لقد حضرت فعاليات الدورة الـ " 47 " لوزراء الإعلام العرب خلال الأسبوع الماضي والتي حضرها السفير نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية والسفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام والاتصال بالإضافة إلي وزراء الإعلام العرب وأكد الحضور علي التحديات التي يواجهها إعلامنا العربي ، وضرورة تبني استراتيجية إعلامية لمكافحة الإرهاب ونشر القيم الإنسانية والتعاليم الدينية التي تدعو إلي التسامح وتقبل الآخر ..بالطبع هناك إعلام راق يهدف لصالح الوطن ويعمل علي الارتقاء بالسلوكيات ، ولكن هناك للأسف من يريدون أن يحولوا الإعلام إلي مجرد سلعة تخضع للعرض والطلب ! عذراً أيتها الأم المصرية فإن شرفك هو شرفنا جميعاً .