الأخبار
حسين حمزة
بكل صراحة .. هُمَّ دول «ضباط» مصر
أثناء رحلة حياتي التي تزيد علي الثلاثين عاماً في مهنة الصحافة.. اعتدت ألاّ أكتفي بتغطية الحدث وتسليمه للنشر.. لكن بحكم علاقاتي الوطيدة بمصادري كنت أتعمق في البحث عن أسرار وأدق تفاصيل الحوادث المهمة التي تشغل الرأي العام وتحظي باهتمامه.. أتسلل إلي الكواليس لأرصد ما دار في اجتماعات فرق البحث وخطط الوصول للجناة وكشف الجرائم.. انها فنيات رائعة.. هي محور عمل ضباط المباحث.. الذين يمثلون مدارس مختلفة في البحث والتحليل واختلاف الرؤي.. من بين عشرات الجرائم المهمة التي شهدتها مصر مؤخراً.. توقفت أمام حادث اختطاف رجل الأعمال السعودي «حسن سند» ثم اطلاق سراحه مقابل دفع فدية خمسة ملايين جنيه.. هو ليس مجرد حادث خطف وابتزاز.. لأنه يمثل أبعاداً أمنية وسياسية مهمة جداً.. أمنياً لأنه من أبرز الحوادث التي تهز الأمن العام وتتعلق بحياة الأبرياء.. وسياسياً لأن المجني عليه ينتمي لدولة عربية شقيقة نحرص أشد الحرص علي ما يربطنا بها من علاقات أخوة قوية.. من هنا أولت وزارة الداخلية الحادث اهتماماً خاصاً منذ وقوعه «أكثر من شهر» وحشدت عددا كبيرا من ضباط المباحث وقياداتهم تحت إشراف قيادات الأمن العام في محافظات الاسماعيلية والشرقية والسويس.. يصلون الليل بالنهار.. حملات تمشيط واسعة النطاق في الصحاري والجبال والمزارع بحثاً عن الجناة.. القبض علي أكثر من ألفي شخص مشتبه بهم.. واستجوابهم لجمع المعلومات الكافية لتحديد الجناة والوصول إليهم في أسرع وقت وتقديمهم للعدالة ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذا الحادث.. وأتت الجهود المضنية ثمارها بإلقاء القبض علي أربعة أشقياء خطرين من بين ثمانية نفذوا الحادث.. الوصول إليهم لم يكن سهلاً.

فمن بين المأموريات التي خاضها رجال المباحث منطقة جبال «عبيدا» بالسويس.. اضطر الضباط للسير علي أقدامهم لأكثر من ساعة تحت شمس حارقة وتسلقوا الجبال الوعرة حتي ضبطوا المتهمين.. مقر فريق البحث بمديرية أمن الاسماعيلية يشهد حركة لا تهدأ لحظة واحدة.. اللواء علي العزازي مدير الأمن تحول إلي ضابط مباحث يناقش ويجمع معلومات.. اللواء سيد جاد الحق مساعد الوزير لقطاع الامن العام واللواء جمال عبدالباري مدير مباحث الوزارة ونائبه المجتهد اللواء هشام نصر لا يتركون معلومة واحدة إلا ويتعاملون معها بمنتهي الدقة والأهمية.. اللواء محمود خليل مدير مباحث الاسماعيلية والعميد محمود فاروق رئيس المباحث الجنائية يقودان أربعين ضابط مباحث ويشاركونهم كل المأموريات وفي الشرقية يحرص اللواء هشام خطاب والعميد أحمد عبدالعزيز مدير ورئيس المباحث علي جمع أكبر كم من المعلومات عن العناصر الخطيرة من الأعراب وملاحقتهم.

إن ما يدور يمثل ملحمة رائعة نفخر بها.. ونقول بأعلي صوت: هُمَّ دول ضباط مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف