وردة الحسينى
إستراتيجية ضرب « العصافير »
كان متوقعا إستمرار سيناريو إفشال جهود إنعاش السياحة ،والتي توفر فرص عمل وعملة صعبة نحن بحاجتها، وكذلك محاولات هدم النسيج المتنامي لعلاقات صداقة ومصالح متبادلة بنتها مصر بعد يونيومع دول بعينها..ومع ذلك لم نستوعب، كمصريين ، وبالدرجة الكافية خطورة هذا السيناريو،فما زال البعض وأخص منهم وسائل إعلامية ،يصطاد وينساق وراءالمعلومات المغلوطة التي تستهدف التشويش علي العقول وتضر بالأمن القومي.
ووفر انتشار الفضائيات ووسائل التواصل الإجتماعي الآداة الخصبة لهذا المخطط،وهوما يحتاج منا الوعي الكامل عما وراء مايبث وهدفه وتداعياته وإعمال العقل والمنطق.
والحادث الأخير كان هدفه الأساسي التشكيك في قدرات شركتنا الوطنية،مصر للطيران، وطياريها المشهود لهم بمهارة القيادة وإبدال ذلك بالمهارة في الانتحار ،والنيل من قدراتنا في تأمين مطاراتنا ،كل ذلك دون أي حديث عن مطار شارل ديجول ،في حين جري الترويج السلبي عن مطارات مصرباللحظة التالية لسقوط الطائرة الروسية فوق سيناء،وبالتالي لا يستخدم أحد مطاراتنا أويسافر عبر شركتنا ،والنتيجة المزيد من الإنهيار والاستنزاف للاقتصاد.
ومما لاشك فيه أن أهم ما بنته مصر بعد يونيو شبكة علاقات متنامية تقوم علي المصالح المشتركة مع أصدقاء جدد وقدامي وأشقاء،مما ساهم في دعم مصر إقليميا ودوليا.
ووفق هذا السيناريو،وفي محاولة لتفكيك تلك العلاقات كانت البداية بالحليف الأكبر روسيا تلته إيطاليا وقبرص ،وهوالأمر الذي لم نعطه الاهتمام الكافي حينما تعاملنا مع حادث اختطاف الطائرة لقبرص بنفس بساطة من التقت "السيلفي " مع الخاطف ولم ندرس جيدا مغزاها وتوقيتها، حيث كانت حلقه ضمن إستراتيجية ضرب العصافير ،الأصدقاء والشركة الوطنية،وأخيرا كانت اليونان وفرنسا.
علينا توقع المزيد من الأحداث السلبية وامتدادها لعدد آخر من الأصدقاء والأشقاء،في إطارذلك السيناريوالخبيث ،والذي يتعدي الإخوان والدول لأجهزة مخابرات متمرسة .
لابديل لنا عن الإصطفاف الداخلي وتعلم فن إدارة الأزمات وبالوقت المناسب والإنتباه والدراسة الواعية التي تربط الخيوط وتفهم المسببات وتوقيتاتها وأهدافها علي الأجلين القصير والبعيد،والاستمراربمسيرة تقوية علاقاتنا ودورنا علي أسس راسخة،مع التعامل مع حادثة الطائرة بشفافية تامة يكون لنا فيها زمام المبادرة في إعلان الحقائق وفي كل شيء وهنا ضروري جدا التعلم من الحادث المأساوي لطائرة نيويورك بالتسعينات والذي أغلق بما ناهض الحقيقة ونال من حقوق الضحايا..لن تنتهي موجات التحديات وسيظل أملنا أننا نزداد قوة كلما ازدادت المؤامرات بالرغم من أننا قدنكون مجرد رد فعل ،أحيانا لا يتناسب مع ماحدث.