هذه أسئلة وجهتها لنفسى مرارا ورأيت أن أطرحها على الملأ ربما أجد إجابة شافية عليها خصوصا وأننى أستمع كل يوم ــ من أصدقاء ومعارف ــ إلى ملاحظات وانتقادات تقود إلى نفس الأسئلة.
بداية أتساءل.. هل نحن كمصرين نحب مصر بالفعل؟.. إذا كان الجواب «نعم» فهل لأحد أن يدلنى على مظاهر هذا الحب.. هل الاعتداء على التربة الزراعية وتجريفها واغتيال الأرض المنتجة بإقامة المبانى عليها رغم ما نملكه من الصحارى الشاسعة يعبر عن حب لمصر... هل تكديس القمامة فى الشوارع حتى يتجاوز ارتفاعها ارتفاع بعض العمارات ثم إحراقها وإحداث تلوث بيئى كما حدث أخيرا يمكن أن نسميه بأنه نوع من الحب.. وهل إلقاء المخلفات فى نهر النيل والتى بلغت حد دفن الحيوانات النافقة وتصريف مياه المجارى فيه يعكس حبا لمصر؟
إن الحب الحقيقى لمصر لا يقاس إلا بقدر العمل والعطاء فقط.. لقد كانت مشاعرنا بالحب الحقيقى لمصر فى أوج عظمتها يوم السادس من أكتوبر عام 1973 إبان ملحمة العبور.. وقبل ذلك بسنوات بلغت عواطفنا المتأججة درجة الذروة ونحن نتصدى للعدوان الثلاثى عام 1956 ونعلن تصميمنا على بناء السد العالى الذى بنيناه بالفعل بعد ملحمة رائعة للحب والعطاء.. ناهيك عن الحب الأكبر والأعظم الذى جسدته عشرات الملايين فى ثورة 30 يونيو 2013.
قادرون نحن إذن على إثبات حبنا لمصر ولكن فى فترات الشدة والتحدى فقط.. وفى اعتقادى أن ذلك لا يعتبر كافيا بمقاييس الحب المعروفة... ثم إننا نواجه حاليا حربا شرسة ضد الإرهاب الأسود لا تقل ضراوة عن حروبنا السابقة.
إن الحب لا يعرف أوقات الشدة فقط.. ولكن الحب الحقيقى هو الحب المتصل بالعطاء ليل نهار.. والحب الصادق هو الذى يتجدد صباح مساء ولا يعرف توقفا أو انقطاعا.. أتحدث عن حب عميق لا يمكن اختزاله فى أناشيد وطنية أو شعارات رنانة أو كلمات رومانسية فضفاضة لكى نتجنب الأوهام ومرارة خداع النفس.. وتحيا مصر.
خير الكلام:
<< عندما ترتفع حرارة القلب تبدأ رحلة الذهاب إلى الحب!