لم أستوعب واقعة تجريد سيدة من ملابسها فى الطريق العام، عندما سمعت بالخبر لم أصدقه، ونفيت بشدة قيام بعض الرجال بسلوك مثل هذا، وقلت: مستحيل، واعتقدت أن الخبر مجرد شائعة، هل يعقل أن يجرد بعض الرجال سيدة ومسنة من ملابسها فى الشارع؟، من المستحيل أن يقدموا على ذلك مهما كانت الأسباب.
للأسف بعد دقائق تأكد الخبر، بعض السفلة فى قرية تدعى �الكرم� مركز أبوقرقاص، قيل عددهم 300 سافل، وقيل أكثر من ذلك، قاموا بإشعال النيران فى منزل جارهم، كما قاموا باقتحام منزل والدته المسنة السيدة �سعاد�، وجروها إلى الشارع وقاموا بتمزيق ملابسها وتجريدها تمامًا منها، وذكروا أن جارتها رمت لها جلبابًا تستر به عورتها، وقيل إن أحد جيرانها قام بسترها وتخليصها من السفلة.
ــ لماذا؟
قيل إن ابن السيدة المسنة أقام علاقة مع سيدة متزوجة، وذكروا إن الدافع الحقيقي للواقعة هو أن الشاب مسيحي والسيدة مسلمة، وفى رواية أكدوا أن ما تردد عن العلاقة مجرد شائعة، تحدثوا عن علاقة بين الشاب والسيدة، مجرد أقاويل ولا يوجد دليل حقيقي عليها، وقد أثارت الشائعة حمية بعض السفلة من أسرة زوج السيدة، فقاموا بالاعتداء على منزل الشاب المسيحي ومنازل بعض أقاربه، وأشعلوا فيها النيران، ثم توجهوا يومها (وفى رواية أخرى: فى اليوم التالي) إلى منزل والدته المسنة وجروها إلى شوارع القرية وجردوها من ملابسها، وماذا عن الشاب الذي تردد أنه أقام علاقة مع السيدة؟، ماذا حدث له؟، هل ضربوه؟، سحلوه؟، قتلوه؟، ماذا فعل السفلة به؟، قيل إنه فر من المنزل، عندما سمع بالشائعة أصيب بالذعر، خاف على نفسه وعلى أولاده، حملهم وتسلل من القرية ليلاً وهرب قبل أن يقتلوه.
بغض النظر عن صحة ما تردد عن علاقة، قيام بعض السفلة بتجريد سيدة (ومسنة) من ملابسها وجرها إلى شوارع القرية، إهانة لكل مصر، ويعد اعتداء على شرف كل سيدة مصرية، سواء كانت مسلمة، مسيحية، يهودية، بوذية، كافرة، ملحدة، تعبد الشمس، كانت من كانت، فتجريد سيدة من ملابسها هو تعرية لكل المصريات، وطعن فى شرف كل رجل له نخوة فى هذا الوطن.
لهذا لن نقبل أقل من عقوبات عنيفة وقاسية ورادعة، على أن تشمل العقوبة جميع السفلة الذين شاركوا فى الواقعة، مهما كان عددهم وأعمارهم، جميع السفلة حتى لو كانوا سكان القرية جميعاً، وأقترح أن يجردوا من ملابسهم ويقيدوا ويتم زفهم وتجريسهم في القرية والقرى المجاورة لهم، ليس هذا فقط بل أطالب كذلك أن يتم ترحيلهم من القرية، أن يتم تهجيرهم عن منازلهم وعن القرية لمدة خمس سنوات على الأقل.
ما جرى فى قرية �كرم� أبوقرصاص، كما سبق وقلت، إهانة لكل مصرى، ويجب أن نتصدى له وبكل عنف وقسوة، هؤلاء السفلة ليسوا منا، ولا يجب أن يكونوا بيننا، إلا لحمنا.