الوفد
مصطفى شفيق
من قلبى .. مستقبل التعليم فى �التخطيط القومى�
عرفت للمرة الأولى أن معهد التخطيط القومى يستعد لعقد مؤتمر دولى سنوى يتناول التعليم والتعلم لتعزيز التنمية المستدامة.. دعتنى الدكتورة زينات طبالة الأستاذ بالمعهد ومقرر المؤتمر للمشاركة فى الورشة الثانية للتحضير له مع مجموعة من أساتذة الجامعات والعقول المصرية من عدة جهات... وحتى نقترب أكثر للقارئ... المؤتمر سيهتم بوضع استراتيجية جديدة للتعليم فى مصر... استراتيجية تربط التعليم بالتنمية... المؤتمرات التى عقدت طوال سنوات مضت لنفس الغرض كثيرة... توصياتها ما زالت فى الأدراج وكأن الهدف منها كان أن يلتقى الاساتذة والمختصون فى قاعات المؤتمر للتعارف... أو لشرب القهوة والتحدث فى أمور تلهيهم حتى لا يتحدثوا فى السياسة... فما الجديد فى المؤتمر الذى يعد له معهد التخطيط القومى؟
الحقيقة أن ما سمعته من الأساتذة والمختصين فى الورشة التى شرفت بحضورها كان ينبئ بجديد... فمعنى أن يتبنى معهد التخطيط القومى وضع سياسة تعليمية ترتبط بالتنمية... أن نتاج هذا المؤتمر... ونتاج ما دار من أحاديث... وما سيتم من نقاشات... وما سيتم من أبحاث... وورقات عمل... ونتائج... وتوصيات سيكون جزءا من التخطيط لمستقبل مصر... وإذا كانت الإرادة السياسية قد عطلت مشروعات كثيرة سابقة للنهوض بالتعليم فى مصر... ووأدت عدة محاولات لوضع سياسة تعليمية جديدة تربط بين مخرجات التعليم... وحاجات سوق العمل... وأهداف التنمية... فإن العاقل... وغير المغرض... لا يستطيع أن ينكر أن الإرادة السياسية توافرت اليوم... وأن الرغبة فى إحداث نقلة حقيقية فى مستقبل هذا البلد موجودة وبقوة لدى القيادة السياسية... وهذه النقلة لن تتم إلا إذا وضعت تطوير العملية التعليمية فى أولى الاهتمامات... صحيح أننا نعيش أزمة اقتصادية طاحنة... لكن الخروج منها ليس ببعيد عن الاهتمام بالنشء... والتعليم... والتعلم... وتطوير العملية المعرفية... سعيا لخلق مواطن أكثر حرصا على تحقيق تنمية... وتطور... وتقدم ..وصولا للرخاء.
والحقيقة أن مسار ورشة العمل الثانية ينبئ بكثير من المصداقية... فمقترح محاور المؤتمر المزمع عقده التى أعدتها د. زينات شاملة... وتقديم الدكتور عبدالحميد القصاص رئيس المعهد لورشة العمل يعكس اهتماما حقيقيا بالوصول إلى صيغ قابلة للتطبيق بعيدا عن ظاهرة تكرار دراسات أكاديمية يصعب تطبيقها... والحقيقة أيضًا أن ما دار من نقاشات الأساتذة والمختصين – الذين لا أستطيع ذكر أسمائهم خوفا من السهو والخطأ- خلال الورشة كان جادا... وصريحا... ابتعد عن دكتاتورية اللفظ... إلى ديمقراطية المتعلم... وتحول كل من فى القاعة من أساتذة.... إلى مستمعين حين يتكلم أحدنا.
أتمنى أن تختلف نتائج هذا العمل عن سابقيه...و أن تطبق الدولة ما يتوصل إليه علماؤها لتحقيق نهضة حقيقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف