الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. البنوك.. تبنى مساكن الشعب
الاتفاق الذى تم الإعلان عنه أمس بين البنوك المصرية لتمويل مشروع الإسكان الاجتماعى بقيمة 20 مليار جنيه، جاء ليعبر عن أكثر من فائدة.
وربما يكون هذا الاتفاق، هو أكبر صفقة تساهم فيها البنوك القومية المصرية وهى تحقق أكثر من هدف، أولها مساهمة هذه البنوك في حل أهم مشكلة أمام الشعب، وثانيها هو "تشغيل" الأموال المكدسة في البنوك، دون أى استثمار يذكر.. وإذا كان مشروع التاكسى الأبيض محاولة لتشغيل جزء من الأموال المكدسة بالبنوك.. فإن مشروع الإسكان الاجتماعى هو قمة تفاعل البنوك ويؤكد قوميتها.. باستثمار ما عندها من ودائع بما يحل مشاكل الناس ويعود عليهم بالخير، ويخفف فى الوقت نفسه من الأعباء المتراكمة على كاهل الدولة.
* و20 مليار جنيه ليس بالمبلغ البسيط.. وأن يتحمل كل بنك �الأهلى ومصر والقاهرة� بواقع أكثر من 6.333 مليون جنيه لكل بنك ثم بنك الإسكان الذى يتحمل بمبلغ مليار جنيه رغم ضخامة كل هذه المبالغ، إلا أن البنوك فيها الآن آلاف المليارات من الودائع.. �قد� يذهب بعضها للاستثمار خارج البلاد وأرجو أن تعترف البنوك بهذه الحقيقة المؤلمة.. وهنا نقول إن الناس تلجأ الآن إلى إيداع أموالها بالبنوك لعدم ثقتها فى أى استثمار آخر حتى ولو كان داخل البورصة.. أو فى شراء الأسهم والسندات بسبب مخاطر هذه وتدنى الفوائد فى تلك.. مقارنة بفوائد إيداعها فى البنوك، وهى الأعلى.
* هنا يأتى الدور الاجتماعى للبنوك القومية.. أى المساهمة فى المشروعات الكبرى التى تعود بالفائدة على المجتمع.. ويساهم فى تنفيذ خطة الدولة فى التنمية والبناء.. وإذا كان الاستثمار زمان- فى المساكن الشعبية- لا يعطى للبنوك الفائدة الكافية، التى تغطى حتى ما تقدمه من فوائد للمودعين، إلا أن ارتفاع أسعار شقق هذا الاسكان الاجتماعى الآن يغطى هذه الفوائد المطلوبة من البنوك لتقديمها للناس، أصحاب هذه الأموال.
والفائدة هنا مشتركة، فالبنوك تحصل على فائدة هذه الأموال من مشترى الشقق، حتى ولو كانت تعادل �فقط� قيمة ما تدفعه من فوائد على الإيداعات.. وفى نفس الوقت تساهم البنوك فى توفير الشقق لمن يلهث وراء الحصول على أى أربعة حوائط يسكنها هو وأسرته.
** وأمام البنوك- لتشغيل ما تحت يديها من ودائع- أن تلجأ إلى إقامة المصانع التى توفر للناس احتياجاتهم، لنخفف بذلك من زيادة الطلب على استيرادها من الخارج.. وأيضاً لتوفر فرص عمل للملايين العاطلين الباحثين عن أى فرصة عمل، وهنا نذكر كل المصريين بقيام بنك مصر- منذ عشرينيات القرن الماضى- بإنشاء العشرات من المصانع الكبرى- فى العديد من مدن مصر، وكان هذا عملاً قومياً رائعاً رعاه الثائر الاقتصادى المصرى طلعت حرب باشا، مؤسس بنك مصر وشركاته ومصانعه!
** ببساطة.. هذا هو الدور الاجتماعى للبنوك الوطنية.. فضلاً عن دورها الاقتصادى.. وهو نفس الدور الذى قامت به البنوك والمؤسسات المالية الكبرى، ليس فقط فى أوروبا وأمريكا.. بل أيضا اليابان والصين وكوريا.. وكل نمور آسيا المشهورة.
وفى انتظار المصانع التى سوف تقيمها البنوك الوطنية.. للشعب المصرى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف