التحرير
محمود سامى
زمالك محمد حلمي
منذ اليوم الأول لتولي محمد حلمي تدريب نادي الزمالك وهو واضع مجموعة من الأهداف الصريحة والمعلنة، أولها كان عودة الكرة الجميلة لنادي الزمالك بعد فقدانها أغلب فترات الموسم, وثانيها هو تحقيق العلامة الكاملة في الـ10 مباريات المتبقية في عمر الدوري وتحقيق الـ30 نقطة في محاولة للحاق بالمتصدر النادي الأهلي.

وبالفعل حتى الآن استطاع حلمي إظهار النسخة الأفضل من نادي الزمالك هذا الموسم، نسخة أشبه بزمالك فيريرا التي حققت ثنائية الدوري والكأس الموسم السابق، واستطاع بهم إعادة ما يفوق الأداء الجميل بإعادة الأداء المتمكن وتخطي أكثر من نصف المشوار المنشود، بتحقيقه 6 انتصارات متوالية محققا 18 نقطة.
فكان لمحمد حلمي مجموعة من البصمات على نادي الزمالك بشكل عام سنحاول توضيحها في النقاط التالية:

1- ثبات التشكيل:
منذ أول مباريات محمد حلمي في قيادة الفريق أمام طلائع الجيش وحتى مباراة إنبي الأخيرة، يعتمد محمد حلمي بشكل كامل على تشكيل ثابت, فحتى الآن في الـ6 مباريات هناك 17 لاعبا فقط تناوبوا على البدء في هذه المباريات الست، حيث وجدناه دائما ما يحافظ على نفس المنظومة الدفاعية منذ توليه قيادة الزمالك بقيادة (جنش - محمد عادل جمعة - علي جبر - كوفي) الذين بدؤوا كل المباريات تحت قيادة حلمي، بالإضافة إلى لاعب الارتكاز المتميز طارق حامد الذي غاب عن مباراة واحدة تحت قيادة حلمي وهي مباراة الاتحاد السكندري.
فدائما ما قام حلمي بتغيير لاعبين فقط في التشكيلة الأساسية من مباراة لسابقتها، وكان الاستثناء الوحيد مباراة المقاصة التي قام حلمي فيها بتغير 4 لاعبين عن مباراة الاتحاد التي سبقتها، ولكن كانت 3 تغييرات من الأربعة في خط الثلاثي الهجومي لحرص حلمي على تثبيت المنظومة الدفاعية لإعطاء صلابة أكثر للفريق.

2- ثبات أسلوب وطريقة اللعب:
تولي حلمي فريق الزمالك بعد أن اعتاد الفريق أغلب فترات الموسم -وعلى الرغم من اختلاف المدربين- على اللعب بطريقة 4-2-3-1 التي فشل بها الفريق أغلب الوقت هذا الموسم في الحفاظ على خطوطه متقاربة وتنفيذ الضغط العالي على الخصوم للتسريع من عملية استرداد الكرة.

1

وبالتالي قام حلمي بالاعتماد على نفس الرسم الخططي في أول مباراتين له مع الفريق (طلائع الجيش - المحلة) مع محاولات للبدء في إضافة أسلوبه على الفريق، حيث أشرك البعيد عن الصورة بشكل كبير منذ بداية الموسم الرائع محمد إبراهيم في مركز صانع الألعاب أو اللاعب رقم 10 خلف المهاجم الوحيد، اعتمادا على تحركاته الرائعة بشكل دائم طالبا للكرة مساندا ثنائي الارتكاز في التحضير والتدرج بالكرة، مما يحافظ على ترابط خطوط الفريق وهو الشيء الذي افتقده الفريق أغلب فترات الموسم.

2

ليقوم بعد ذلك حلمي بتغيير الرسم الخططي دون تغيير الأسلوب, ليعتمد اللعب بثلاثي وسط ملعب في رسم خططي 4-3-3، ذلك الرسم الخططي الذي تألق فيه الفريق كثيرا الموسم الماضي تحت قيادة فيريرا، والذي بإعادة تطبيقه حسن كثيرا من قدرات نادي الزمالك على الفوز بالصراعات والكرات الثنائية، ذلك الشيء الذي عاب غيابه نادي الزمالك أغلب فترات الموسم.

3- الصلابة الدفاعية:
دوما ما ينتج ثبات المنظومة الدفاعية سواء بثبات الأفراد أو بثبات الأسلوب الدفاعي المستخدم إلى صلابى دفاعية وهو ما أدركه حلمي وحاول تنفيذه من أول مبارياته في قيادة نادي الزمالك.
فبثبات أفراد المنظومة الدفاعية كما أوضحنا سابقا، وتحسن قدرات الفريق مباراة تلو الأخرى في الضغط المبكر على الخصوم والدفاع ككتلة واحدة قلت جدا محاولات الخصوم الصحيحة على مرمى الزمالك، فلم يتعرض الفريق في 6 مباريات حتى الآن تحت قيادة حلمي سوى لـ15 تسديدة بين القائمين والعارضة بمعدل 2.5 تسديدة في المباراة وهو المعدل الرائع.

3

الأسلوب الذي دائما ما يحافظ على لاعبي الخصم المؤثرين بعيدا عن مناطق الخطورة، وبالتالي يضعف من جدوى محاولاتهم على المرمى والذي خرج في أفضل أشكاله في مباراة إنبي الأخيرة، التي لم ينجح فيها لاعبو إنبي في تسديد أي تسديدة بين قائمي وعارضة نادي الزمالك.
فخلال الـ6 مباريات الماضية لم يستقبل الزمالك سوى هدفين، أولهما من ضربة ثابتة في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي لأولى مباريات حلمي في قيادة الفريق أمام طلائع الجيش، وثانيهما هدف غير صحيح من رأسية السيد حمدي في مباراة المقاصة.
الشيء الذي يدل على مدى براعة الأسلوب الدفاعي المتبع حاليا في الزمالك لمواجهة اللعب المفتوح، الذي لم يستقبل منه الزمالك أي هدف صحيح حتى الآن في المباريات الست.
لتبقى المشكلة الوحيدة التي تواجه نادي الزمالك دفاعيا في المباريات السابقة هي الكرات العرضية، التي يجب أن تتعامل معها المنظومة الدفاعية للزمالك بشكل أسرع بمنع تنفيذها من الأساس، لأن أظهرة الزمالك سواء حازم إمام أو محمد عادل جمعة هم أظهرة هجومية في المقام الأول ولا يجيدون ألعاب الهواء بالشكل الكافي لمساندة ثنائي قلب الدفاع كوفي وعلي جبر في تشتيت العرضيات، وبالتالي أفضل الحلول لنادي الزمالك هو الضغط على الخصوم بقوة أثناء لعب العرضية سواء لمنعها أو على أقل تقدير لإجبار الخصوم على لعب عرضيات مبكرة وعميقة يسهل على قلبي دفاع الزمالك وحارس مرماهم التعامل معها تماما كما حدث في مباراة إنبي الأخيرة.

4- شوط ثانٍ أكثر تأثيرا:
اعتدنا على مشاهدة الفريق الكبيرة صاحبة الفروق الفنية دوما ما تحسم مبارياتها في الشوط الأول من المباريات، ولكن في ظل عدم بزوغ نجم أي من مهاجمي الزمالك هذا الموسم، في ظل مشكلات باسم مرسي الدائمة و تذبذب مستوى المهاجم الجديد مايوكا، فمن المنطقي جدا أن يتأخر حسم الفريق لمبارياته، بل وسيحتاج إلى إدارة أفضل للمباريات من المنطقة الفنية لإنهاء المباريات لصالح الفريق، فالحقيقة الرقمية توضح أن ناي الزمالك هو أكثر أندية الدوري هذا الموسم إهدارا للانفرادات بـ23 انفرادا مهدرا، بالإضافة إلى إحراز مهاجمي الزمالك ثلاثة أهداف فقط من الـ11 هدفا المسجلة في المباريات الست الماضية، تلك الأرقام التي توضح غياب المهاجم الحاسم عن نادي الزمالك هذا الموسم، وبالتالي احتاج حلمي للكثير من العمل ومراقبة أحداث المباريات لحسمها بالشوط وحقيقة إحراز الزمالك 6 أهداف من الـ11 المحرزة في المباريات الست السابقة في الشوط الثاني توضح ذلك.

44

فبالنظر لآخر مباريات الزمالك أمام إنبي، سنجد أن الزمالك عاني كثيرا في الشوط الأول أمام إنبي، حيث فشل إبراهيم عبد الخالق في الدور الذي دوما ما يكلف به مؤخرا في الزيادة من منتصف الملعب لملء الفراغ الموجود خلف المهاجم الوحيد للفريق، الشيء الذي منع أي خطورة للزمالك من المناطق المركزية بعمق الملعب طوال الشوط الأول.

5

ليجبر الزمالك على صب كل تركيزه على الهجوم من الأطراف، وهو الشيء الذي أعد له علاء عبد العال مدرب إنبي في تحضير فريقه للمباراة, حيث وجدنا أجنحة إنبي الهجومية ملتزمة تماما بأدوارها الدفاعية ومساندة
أظهرتها على الأطراف، الشيء الذي حد من خطورة الزمالك بشكل كبير طوال الشوط الأول, ليس ذلك فقط بل انعدام الحلول لنادي الزمالك للبناء من عمق الملعب دفع إنبي للضغط على الزماك مبكرا أثناء بناء الهجمة في منتصف ملعب الزمالك مستفيدين بسرعات وحيوية أكرم توفيق، التي لم يخرج الزمالك من مأزقها سوى التزام معروف يوسف بشكل تام الشوط الأول في مساعدة فريقه في الحفاظ على الكرة والتدرج بها من الخلف مستخدما
فنياته الكبيرة، حيث نجح في إكمال 100% من مراوغاته بالشوط الأول في المباراة مساهما في هروب فريقه من الضغط المبكر للاعبي إنبي.

6

ليحل محمد حلمي تلك المعضلة بالشوط الثاني بالدفع بالحاوي أيمن حفني على الرواق الأيسر بدلا من كهربا الذي توجه ليحل محل مايوكا لقيادة الهجوم، ليلعب حفني على الرواق الأيسر دورا مختلفا تماما عن الذي كان يلعبه كهربا الشوط الأول.



7

فطوال الشوط الأول دائما ما كان يحافظ كهربا على وجوده بجوار خط التماس، ليجبر دفاع إنبي على اللعب بخط عريض يسمح له بخلق مواقف سانحة دائما للمرواغة ليستخدم مهارته وسرعته في إحداث الفارق.

8

ذلك الدور الذي يبتعد عنه تماما أسلوب أيمن حفني بشكل عام، الذي لعب دور صانع الألعاب من على الرواق، والذي لم يلتزم أبدا بوجوده عند خط التماس كما كان يفعل كهربا، بل كان دائم الحرص على طلب الكرة في المناطق المركزية التي لا يشغلها في فريق إنبي سوى نور السيد لانشغال أكرم توفيق في مساندة زملائه، في محاولات الضغط المبكر على لاعبي الزمالك، تلك المناطق المركزية التي خلت من أي وجود حقيقي للاعبي الزمالك طوال الشوط الأول، ليضرب الزمالك تنظيم إنبي الدفاعي الشوط الثاني بهذا التغيير ليتحكم الزمالك بمجريات المباراة ويصنع أكثر من فرصة سانحة للتهديف، وذلك على الرغم من إحراز الزمالك هدفه الوحيد من خطأ دفاعي فادح وتعامل في قمة في الرعونة من مدافعي إنبي مع عرضية محمد عادل جمعة لكهربا الموجود وحيدا في منطقة جزائهم وسط كثافة من مدافعي إنبي!!

5- إعادة اكتشاف اللاعبين:
نجح محمد حلمي في إرجاع مجموعة كبيرة من لاعبي الزماك المبتعدين عن مستواهم منذ بداية الموسم إلى مستواهم المعهود، وذلك ما رأيناه بالطبع مع محمد إبراهيم الذي استغل الثقة الممنوحة له من حلمي، خصوصا في ظل غياب أيمن حفني للإصابة أفضل استغلال وفرض نفسه كأحد أهم لاعبي الزمالك مرة أخرى.
نفس الحال مع محمود كهربا الذي ابتعد فترة ليست بالقصيرة بسبب المشكلات والابتعاد عن المستوى ليعود حاسما في الأسابيع الأخيرة ليسجل ثلاثة أهداف للزمالك في آخر مباراتين.
ذلك بالإضافة إلى إعادة اكتشاف محمد عادل جمعة أحد أخطر وأفضل لاعبي الزمالك وأكثرهم ثباتا في المستوى تحت قيادة محمد حلمي، الذي استطاع خلق جبهة يسري في منتهي القوة والتناغم في ظل مساندة دائمة من معروف يوسف، ليفرض نفسه كأحد أهم الحلول الهجومية للفريق وأكثر اللاعبين صناعة للأهداف خلال المباريات الست الماضية، حتى الآن استطاع محمد حلمي حل المعادلة الصعبة في نادي الزمالك التي فشل كل الأجهزة الفنية طوال الموسم في حلها، فالزمالك تحت قيادة حلمي أصبح يقدم أداء واثقا ومتطورا من مباراة لأخرى، كل ما يحتاج إليه الثقة والاستمرارية لجني ثمار هذا العمل المتميز للفريق تحت قيادة حلمي.
فهل سيستمر حلمي على ذلك، أم سيطاله التغيير كالمعتاد؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف