محى السمرى
ناس وناس .. عن الطائرة والثانوية العامة!!
** امران منغصان. توقفت عندهما هذا الأسبوع كما توقف عندهما غيري.. فمنذ حدوث كارثة الطائرة في نهاية الأسبوع قبل الماضي.. والاحاديث والفتاوي لا تنقطع.. وكأن أجهزة الاعلام كلها تعشق "الجنازة لكي يشبعوا فيها لطم".. يحدث هذا عندنا ولكن الصحف الفرنسية لم تذكر اي نبأ عن الحادث بعد اليوم الرابع.. وهذا امر طبيعي لعدة أسباب منها ان يتم توفير الهدوء والصبر للجان التحقيق لأن البحث يحتاج الي تأن لا إلي "الكربجة" والاستعجال وثانيا حتي لا يعيش أهالي الضحايا في نكد محزن مستمر.. كل يوم يستيقظون وينامون علي ما يذاع في المحطات الفضائية وما تنشره الصحف وليت ما يعرض أو ينشر تكون له مصداقية أو واقع ولكن كله كلام مرسل مبني علي الظن لا علي الحقائق خاصة وان معظم المتحدثين واصحاب الآراء قد لا يعرفون بل ولم يسمعوا عن طراز الطائرة أو حتي شكلها. ثالثا ان هناك بعض الأنباء التي اشارت الي وجود عيوب فنية داخل الطائرة.. وبالتأكيد لا أحد يعرف هل هذا الكلام حقيقي أو مجرد خيال.. فإذا كان هذا الكلام صحيحاً فالأولي ان تعرفه لجان التحقيق.. وليس اي شخص.. وهي الوحيدة التي يمكنها ان تذكر ذلك بوضوح.
ولا أدري حقيقة سببا يدعو الاجهزة الإعلامية الي استمرار الحديث عن الحادث واستمرار عرض بعض حكام الطائرة.. فالصورة ليس بها جمال علي الاطلاق ولا يوجد ما يشجع علي استمرار رؤيتها.. لقد عرض المسئولون عن هذه القطع لمجرد اثبات ان حطام الطائرة قد ظهر بالفعل.. كذلك ما معني استمرار أجهزة الاعلام في ترديد نغمة: لا توجد الغاءات علي الطائرات والترديد المستمر للدعوة للسفر علي طائرات مصر للطيران.. بصراحة اتساءل من قال لكم ان هناك رفضاً للسفر علي هذه الشركة!! ومن الذي أوحي اليهم كذباً بأن هناك عمليات الغاء علي الحجوزات فهذا لم يحدث تماماً.. ثم أقول.. هل معني حدوث حادث لسيارة أو قطار أو اوتوبيس ان نمتنع عن استخدام هذه الوسائل في سفرياتنا..
يا أهل المحطات الفضائية امنعوا هذا الهراء وهذا الكلام الفارغ الذي تبثونه وأرجو ان تذيعوا وتعرضوا ما هو مفيد ومثمر.. وكفايه ما نراه علي بعض شاشاتكم من كلام ممل واحاديث فجة.. واعتقد انه آن الآوان لكي نكف عن الحديث عن كارثة الطائرة حتي تظهر معلومات جديدة يريد ان يعرفها الناس.
** القصة الثانية التعليم:
** المعروف ان مهمة اي وزير هي رسم السياسة العامة لوزارته دون الدخول في تفاصيل التنفيذ.. ولكن واقع وزرائنا أنهم يعشقون الدخول في تفاصيل التنفيذ مهما كان ضئيلاً.. وبصراحة عادة لا تؤدي الوزارة الدور والمهام المطلوبة منها نتيجة لذلك.
ومن بين هذه الوزارات.. وزارة "الثانوية العامة" - "التربية والتعليم سابقاً" - الوزير اصبح كل اهتمامه هو الثانوية العامة وامتحاناتها وكأن هذه الشهادة هي نهاية المطاف رغم عدم الاعتراف بها في جامعات العالم..
كل الاحاديث والتصريحات التي تصدر عن الوزارة منصبة علي الامتحان وتأمين اللجان.. لدرجة ان الوزير استعان بأجهزة الأمن لتأمين اللجان الخاصة للامتحانات علي مستوي الجمهورية..؟ بل ان الوزارة اعلنت عن تواجد شرطي فعال في محيط اللجان..!
بالإضافة الي ذلك ما أكثر الأحاديث والتهديدات التي تصدر عن وزارة الثانوية العامة وكلها تؤدي الي إشاعة الخوف والذعر والتوتر من جراء الاجراءات التي اتخذها سيادة الوزير.. لدرجة ان هناك تهديداً بالحبس لمن يحاول الغش..!!بالذمة هل هذا كلام..! بصراحة هذا يدل علي ضعف الرقابة وعدم القدرة علي الاحتفاظ والامساك بزمام الامور..
واقول: يا سيادة الوزير ان اهتمامك بهذا الشكل لهذا الامتحان هو اهتمام زائد عن الحد فالشهادة ليست بالضمان التي يمكن ان يتصورها أحد.. وعلي سبيل المثال فإن هناك آلاف الطلاب الذين يحصلون علي مجاميع أكثر من 95% ولا يمكنهم الالتحاق بالكلية التي يريدونها.
ربالمناسبة لماذا هذه الشهادة بالذات لكي تكون من اختصاص الوزير بينما باقي الشهادات ومراحل التعليم للمحافظات.. لماذا لا تنقل تبعية هذه الشهادة الي المحافظات حتي يتفرغ الوزير الي إصلاح حال التعليم المنهار بدلا من تفرغه للثانوية العامة..
وبالمناسبة قرآت ان المهندس رئيس مجلس الوزراء قرر انشاء ثلاثة آلاف مدرسة في عامين لخفض كثافة الفصول في المحافظات.. وان وزير التربية والتعليم اعلن انه تم العثور علي 500 قطعة ارض لهذا الغرض وااحقيقة ان مسألة كثافة الفصول تختلف من محافظة لأخري وبالتالي فإن عدد المدارس المطلوب اقامتها ينبغي - في رأيي - ان يحدد بمعرفة المحافظة التي هي اقدر بكثير من وزارة التربية والتعليم علي معرفة عدد المدارس التي تريد اقامتها وأماكن انشائها كذلك من الممكن ان يتم البناء بمعاونة رجال الأعمال في المحافظة بالنسبة للتمويل حتي لا تتحمل ميزانية الدولة وحدها اعباء الانشاءات الجديدة للتعليم.. بصراحة اللامركزية مطلوبة بشدة خصوصاً في الوقت الحالي.