الأهرام
أحمد موسى
انتهاك شرف سيدة مصرية
احتلت قرية الكرم بمحافظة المنيا الصدارة فى الإعلام المصرى والعربى والدولى طوال الأيام الماضية، وجاءت أخبارها الأكثر تداولا حتى من الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكى أوباما إلى هيروشيما، وهذا الاهتمام بالقرية لأن مجموعة من الخارجين على القانون وعلى كل القيم والأعراف والشهامة المصرية، ارتكبوا جريمة بالتعدى على مواطنة مصرية داخل منزلها وسحبوها للشارع بعد تعريتها من ملابسها أمام الناس، وظل هؤلاء الغوغاء يشهرون بها بالاعتداء على شرفها وكرامتها.

ما حدث فى الكرم جعلنى أطرح سؤالا لمن شاهدوا هذه الجريمة ولم يتحركوا: أين النخوة والشجاعة يا كرام؟!

الجريمة استهدفت المواطنة فى شرفها وأيضا اتهام سيدة أخرى ظلما فى شرفها وعرضها، وانتشرت الشائعات وجرى الناس وراء هذه الترديدات واستغلها عناصر التطرف من الجانبين ـ مسلمين ومسيحيين ـ فالتطرف لا يقتصر على جماعة دون غيرها، وسكب كل منهم البنزين على النار، ونشر فيديوهات قديمة ومنها فيديوهات مما جرى ضد سيدات فى العراق وسوريا، وظل هؤلاء ينفخون القضية، فلا يهمهم وطن وشعب يريد الحياة والاستقرار، بل هدفهم إحراق مصر.

خرجت مؤسسة الرئاسة ببيان عن تكليف الرئيس السيسى كل الجهات باتخاذ الإجراءات القانونية ضد من تورط فى هذه الجريمة وفرض استتباب الأمن، فهذه الجريمة لا يرضى عنها أحد فوقوعها عار وجرم يتطلب العقاب الرادع والناجز لمنع تكرارها، فالسيدة المصرية التى قالت تمنيت أن تنشق الأرض لتبلعنى والخارجون على القانون يقومون بتعريتى من ملابسى حتى ساعدتنى سيدة مصرية أخري، وألقت بملابس لأستر نفسي، فمن اتتهكوا عرضها وجب حسابهم بالقانون، ومن شهروا بالسيدة المصرية التى زعم أنها على علاقة عاطفية مع شاب مسيحي، وخرجت للإعلام لتنفى كل هذه المزاعم تماما، وهنا وجبت محاسبة من لفق وروج لهذه الأكاذيب والخوض فى عرض سيدة متزوجة.. وجدنا المصريين ينتفضون ضد ما حدث فى قرية الكرم والجميع غضبوا وثاروا وتضامنوا مع السيدة المصرية، فكلنا نرفض هذه الجرائم التى لا علاقة لها بدوافع دينية بل جريمة جنائية بامتياز، ومن غير المقبول على الإطلاق الزج بالأديان فى هذه القضية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف