الوفد
سناء السعيد
الشيطان والتملص من الشرعية
فى اطار الانجازات التى حققها الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى جاءت دعوته للسلام التى أطلقها مؤخرا فى محاولة منه لارساء الثقة وإشاعة الأمل فى سلام حقيقى بين الفلسطينيين وإسرائيل. وفى رد سريع على الدعوة أعلن نتنياهو ترحيبه واستعداد بلاده لتسريع العملية السياسية لانهاء الصراع العربى الإسرائيلى. وهو ترحيب ظاهرى حيث ان إسرائيل على أرض الواقع ترفض أى جهد يهدف إلى تحقيق سلام فاعل فى المنطقة ولهذا رفضت المبادرة الفرنسية التى تدعو إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونية 67. وكان الأمل أن يسارع نتنياهو بالتحلق حول دعوة السلام بوصفها الأساس والركيزة لصالح جميع الأطراف بعيدا عن نوازع الحروب والصراعات غير أن رد فعل الشيطان الصهيونى جاء بالنقيض عندما سارع نتانياهو وأعلن تحالفه مع ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا وأكثر صقور اليمين حدة ونصبه وزيرا للدفاع واستجاب له فى مطالبه القاضية باستصدار قوانين مغلظة أشد قسوة على الفلسطينيين. وكان معنى اختيار ليبرمان اغلاق الباب كلية أمام عملية سلام جادة مع الفلسطينيين بعد ازدياد الاعتماد على اليمين المتطرف لتصبح له الهيمنة على الأجهزة الأمنية والسياسية، وازدياد نسبة العنصرية والعدوان ضد العرب بعد أن هيمن قادة اليمين على مناصب الأجهزة الأمنية كالموساد والشاباك، والانحياز لإسرائيل كدولة عنصرية تعيد بناء مملكة اليهود وتأسيس الهيكل المزعوم.
بعد فشل دور اللجنة الرباعية وفشل عملية السلام التى رعتها واشنطن دخلت فرنسا على الخط من خلال مبادرتها التى طرحتها فى الربع الأخير من العام الماضى وتبنت من بين ما تبنته مفهوم المؤتمر الدولى واعادة القضية إلى مجلس الأمن، واجراء مفاوضات لا تزيد مدتها عن 18 شهرا وصولا إلى حل الدولتين، وجعل القدس عاصمة مشتركة بين الدولتين، وتحديد جدول زمنى لانهاء الاحتلال واعتبار هذه المبادرة بمثابة تسوية نهائية وليست اتفاقا مؤقتا. وكان من الطبيعى أن ترفضها إسرائيل التى تتملص دوما من الشرعية الدولية وتهيل التراب على القانون الدولى. بل إن الاتحاد الأوروبى اقترح على إسرائيل رفع مستواها فى الاتحاد حال احراز تقدم فى عملية التسوية إلا أنها رفضت حتى مجرد بحث الاقتراح الأوروبى.
الواقع يقول بأن اسرائيل لا تريد السلام وأنها تلعب فقط على عنصر الوقت. ومن ثم قد تتظاهر بقبول أى طرح للسلام من أجل كسب الوقت الذى يمنحها الفرصة لاتخاذ كل الاجراءات القانونية لضم المزيد من أراضى الضفة وتكثيف الاستيطان. ولو أن إسرائيل أرادت السلام بالفعل لبادرت بدعم المبادرات المطروحة. ولكنها تتملص منها وتعمد إلى اخفاء حقيقة مواقفها من خلال إعلانها القبول بمفاوضات ثنائية مع الرئيس عباس بعيدة عن المجتمع الدولى. إنها إسرائيل التى تؤكد من خلال ممارساتها أنها لا ولن تتحرك قيد أنملة نحو حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يعطى للفلسطينيين حقهم الذى اغتصبته، فهى ما زالت تتشبث بالأرض الفلسطينية ولن تتنازل عنها. أما ما يشغلها اليوم فهو طموحاتها فى اقامة علاقات مع العرب خاصة مع دول الخليج التى تسعى للتودد إليهم على أمل مشاركتها فى محاربة إيران الدولة التى صنفتها كعدو أوحد للمنطقة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف