عبد الحليم رفاعى حجازى
الإسلام .. دين الكسب الحلال
يشكو الناس في هذه الأيام من ارتفاع أسعار الكثير من السلع والخدمات.. نلاحظ هذا في الأسواق. خاصة في تلك الفترات التي تسبق مواسم وأعياد المسلمين. كشهر رمضان علي سبيل المثال.. أو المغالاة في أسعار الخدمات التي يحتاجها الناس كأعمال الصيانة مثلاً. أو الدروس الخصوصية. خاصة مع قرب الامتحانات. واستغلال أولياء الأمور الذين يواجهون أعباء كثيرة واحتياجات لا يستطيعون أن يتوقفوا عنها. خاصة للأبناء الصغار.
ومن الظلم أن نحمل الحكومة وحدها كل المسئولية. لأن واجبنا جميعاً أن نتعاون في قناعة منا بالرضا بالكسب الحلال الذي هو نقيض الكسب الحرام.. فعن سلمان الفارسي أن الرسول "صلي الله عليه وسلم" قال: "الحلال ما أحل الله في كتابه. والحرام ما حرَّم الله في كتابه.. وما سكت عنه فهو ما عفا عنه".
وكسب المال ليس مذموماً لذاته في دين الإسلام. وإنما المذموم فيه أن يكون الإنسان عبداً للمال. يبخل به. ويجمعه من الحرام والحلال.
فالأصل في الأشياء هو الحل والإباحة. إلا ما ورد نص صحيح وصريح من الشارع بتحريمه. محافظة علي سلامة الفرد والمجتمع. وصيانته من الوقوع في الزلات. والشبهات.. ولذلك أحل الله لنا الحلال الطيب. وحرَّم علينا الحرام الخبيث.. قال تعالي: ".. ويحل لهم الطيبات. ويحرم عليهم الخبائث" الأعراف: .157
يقول القاسمي: الطيبات أعم من الطيبات في المأكل.. ومن الطيبات في حكم الشريعة كالبيع وما خلا كسبه عن سُحت. وكذا الخبائث وما يستخبث. من نحو الدم والميتة. ولحم الخنزير. وما أهل لغير الله.. أو ما خبث في الحكم: كالربا والرشوة وغيرهما من المكاسب الخبيثة.
وإن من محاسن الإسلام ومما جاء به من تيسير علي الناس أنه ما حرم شيئاً عليهم إلا عوضهم خيراً منه. مما يسد مسده. ويغني عنه.
وإن للكسب الحلال سبلاً ذللها الله عز وجل. ويسرها للبشر وأتاح لهم وسائلها وضمن لهم غاياتها ونتائجها مباركة الثمرة. دانية الخير.