بلغت نسبة البطالة في مصر 13%!! رغم أن بمصر مشاريع وخططاً طموحة يمكن من خلالها نقل بلدنا من حال إلي حال ولكن لماذا هذا الحجم المهول من البطالة!! أعتقد من وجهة نظري أننا نفتقد اشياء عدة هي التي اوصلتنا إلي هذا الحال الأولي أن معظم المشاريع تعتمد علي الأيدي العاملة الماهرة وحضارتنا خير دليل علي ذلك فالمصري القديم بناء في كل شيء أما الآن فنحن نفتقد هذا العامل الماهر المتقن للصنعة بحرفية ودقة وقدرة علي التفوق. وادركت الدولة العثمانية حرفية الصانع المصري اثناء وجودها ولهذا ارسلت إلي بلادها أفضل الصناع وأقاموا فيها انشاءات وزخارف ومساجد وقصوراً باقية إلي وقتنا هذا بأيد مصرية. أما الثانية فهي افتقاد الأجيال لروح التعليم فليس لدينا "صبي" يتعلم أصول الصنعة جيداً لأن المعلم نفسه يفتقد هذا وفاقد الشيء لا يعطيه! وهذا ترجم في الصناعة والزراعة والتجارة والحرف والصنايعية ولم يعد لدينا مخرج من تلك الحرف نتباهي به إلا فيما ندر مثل صناعة الاثاث في دمياط ولهذا تراجعت الدولة بتراجع قيمتها المهنية وميزاتها الحرفية وكثرت الشهادات دون مردود لأنها لا تحمل تعليماً حقيقياً يستطيع الفرد من خلاله الانخراط في سوق العمل.. ولم يتوقف الحال عند هدم تعليم الحرفة بل تمادي إلي اغفال العقل عن التعليم برؤي وتيارات من شأنها هدم الإنسان وليس بناءه وأعمقها ما حدث في القرن الرابع الهجري بصعود التيار الجامد باسم الدين نفس الوقت الذي كانت فيه اوروبا تستعين بكتب وأفكار "الكندي والفاربي وابن رشد وابن سيناء" كانت تلك الكتب تحرق في العالم الإسلامي!! وتصاعدت تلك التيارات ومازلنا نعاني منها إلي وقتنا هذا فالتيارات التي ليس لها غاية إلا اخماد العقل لا تستطيع تنويره ليكون عقلاً بناء ولأن تلك الأمور في تصاعد انعكس هذا علي حياتنا العامة والخاصة ايضا فقديماً كانت الأم في الأسرة تدبر شئونها اقتصادياً بموارد قليلة وضعيفة في احيان كثيرة وتتقن ما تقدم لأسرتها من أطعمة وخدمات لا تستطيع الابنة اليوم في حياتها الجديدة اتقانه ونعمل ما قدمته أمها لأننا أغفلنا مبدأ د.طه حسين وهو حق الخطأ في التعليم دون اغفال حق الاجتهاد.. ولكن ونحن علي اعتاب الاحتفال بثورة الثلاثين من يونيو نتمني اقامة مراكز تدريب حرفية لمعظم المهن لتخريج حرفيين كما كنا سابقاً لأنهم سفراء لنا في الخارج ونقضي علي شبح البطالة.