محمد جبريل
ع البحري .. ليبرمان وزيراً للحرب!
أحدث ردود الافعال لاختيار أفيجدور ليبرمان وزيراً للدفاع الاسرائيلي. تقديم وزير البيئة في حكومة نتنياهو استقالته احتجاجا علي هذا الاختيار. فسر الوزير المستقيل استقالته بأنه لايستطيع العمل ضمن وزارة متطرفة.
بصرف النظر عن طرافة سبب الاستقالة. باعتبار الوزارة الاسرائيلية كلها متطرفة. وتعبر عن مجتمع متطرف. فإن ليبرمان- في اجماع المراقبين الاسرائيليين- خطر علي الكيان الصهيوني. وإنه يعرض مستقبل اسرائيل للخطر. بل إن بعض قادة المعارضة وصف ما حدث بأنه سبيل لبلوغ السياسة الاسرائيلية حافة الهاوية. وقال الجنرال الاسرائيلي يائير جولان: لقد طالما طالبت باسقاط الاقنعة عن اسرائيل. وها قد سقطت الاقنعة اخيراً. لكن الثمن ربما جاء باهظاً. ولا يحتمل. علينا ان نجهز الملاجئ. فقد نحتاج إليها قريباً.
ليبرمان عنصري تماماً. يعيش في غيبوبة من الاحلام المجنونة. فهو يدعو إلي استيطان اليهود- كحق موروث- في أرض فلسطين التاريخية. وإلي زيادة الموارد لتشجيع الهجرة. واستيعاب أعداد أخري من الوافدين. وهو يعتبر كل العرب أعداء ويقر بشرعية قتل المستوطنين الاسرائيليين للمواطنين العرب في فلسطين المحتلة. ويدعو إلي محاكمة أعضاء الكنيست من العرب أمام محكمة نورمبرج مشابهة للمحكمة التي تكونت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وقد دعا- يوماً- إلي تفجير السد العالي بأسوان بالاضافة إلي قيادة ليبرمان حزب مدان بالفساد. ولم يفلت هو نفسه من التهم الموجهة ضده إلا لضعف المدعي العام. أو دفاعه- لاسباب غير مفهومة- عن تصرفاته.
أزمة خروج وزير الدفاع يعلون. وتعيين ليبرمان بدلا منه تأتي في إطار أزمة رفض حكومة اسرائيل الاشتراك في مؤتمر دولي. اقترحته فرنسا. وحظي بشبه اجماع دولي. وهو ما رفضه نتنياهو. واستبدل به العودة إلي سيناريو مواصلة المفاوضات العقيمة بين الفلسطينيين والاسرائيليين تخشي الحكومة الاسرائيلية من أن يفرض المؤتمر الدولي المقترح علي اسرائيل ان تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء احتلال الضفة الغربية. ورفع الحصار عن قطاع غزة.
اختيار ليبرمان وزيراً لدفاع اسرائيل يأتي في وقت تتصاعد فيه المقاطعة الدولية للاحتلال الصهيوني. والتي تدين الممارسات الاسرائيلية بأنها لاتقل عن عنصرية حكومة البيض في جنوب افريقيا. وقد امتدت هذه المقاطعة إلي جامعات وكنائس في دول أوروبا وانتقل صداها إلي المجتمع الاسرائيلي بالخوف من ان "الحكومة الاكثر تشدداً في تاريخ اسرائيل" تشكل خطراً علي وجود الكيان.
ولا يخلو من دلالة قول رئيس الشاباك الاسرائيلي متسائلاً في مقالة أخيرة: هل هي نهاية البداية. أو بداية النهاية؟ وكذلك قول المحلل العسكري في القناة الثانية الاسرائيلية: أنا أفكر.. هل سيبقي أبنائي في البلاد أو لا؟!!