المساء
سامى عبد الفتاح
كلمة حرة .. إعلام "الخداع للجميع" .. يجب أن يتوقف


هذا هو إعلامنا الموقر المحترم.. الذي يقدم يوما بعد يوم فاصلا من السقوط الأخلاقي ثم ينسي سريعا ما حدث بعد أن يخدعنا بكلمات الاعتذار والأسف الشديدين. وسرعان ما تعود ريما لسيرتها القديمة. وهي التسابق لتحقيق أعلي درجات المشاهدة علي حساب المتلقي الذي لا يتلقي سوي السفالة وقلة الأدب من وجوه خادعة تدعي البراءة والنزاهة. وهي غارقة في وحل الارتزاق والانتفاع. وقد رفعت شعار "الخداع للجميع".
وما أكثر خبراء الإعلام في مصر الذين نريد منهم أن يفسروا لنا ما يحدث في إعلامنا من انفلات في كل شيء. وعدم احترام للمساهد. وتفسير تلك الشراهة في الارتفاع بأرقام المشاهدة لجذب أموال الإعلانات التي هي في الأصل فلوس الناس الغلابة التي تدفعها في خدمات وهمية. وسلع رديئة وغير صحية.. فالمعادلة معروفة. وهي أن المعلن يضيف علي الخدمة أو السلعة. قيمة ما ينفقه علي إعلاناته ليدفعها المتلقي الذي هو المستهلك والذي يأخذ علي قفاه مع كل إعلان.. وهم القنوات أن تكبش الملايين من أموال الغلابة لتقدم لهم في الغالب سلعة إعلامية رديئة وخناقة وكام جملة سافلة وإثارة للمشاعر والفتن. وهذا هو مجمل ما نشاهده الآن. ويعاد علينا ليلا ونهارا.. ثم فجأة يظهر لنا ما يسمي بغرفة الإعلام لتصدر بيانات عبيطة لا نفهم منها شيئا. وهي في الأصل ضربات تحت الحزام بين القنوات وبعضها خاصة بعد أن انكشف المستخبي بوجود تحالفات تتصارع فيها بينها لخطف المشاهد المخدوع في الجميع.
والفاصل "المسخرة" الذي شاهده الجميع في برنامج العاشرة مساء للمقدم الابراشي مع ضيفيه أحمد شوبير وأحمد الطيب كان قمة في نوعيات الإعلام التي نتلقاها الآن.. وهذا ليس جديدا علي "الابراشي" الذي اعتاد أن يحضر في برنامجه أي اثنين وصلا في صراعهما معا إلي الأنوف. وكل منهما يتربص بالآخر إلي حد الرغبة في الإجهاز عليه فلا نشاهد في برنامجه سوي الجرائم والانحطاط والوقاحة من الجميع.
وبنفس المنهجية دعا شوبير والطيب حتي يسم بدن المشاهدين بكلمتين فرغين منهما.. فإذا كان الاثنان في خلاف مهني فماذا يهم المشاهد أن يجلس أمام التليفزيون كي يشاهد الردح والتطاول والسباب والذي وصل إلي حد التشابك بالأيدي أمام الناس في مشهد آخر مسخرة.. ولا يفيد يا ابراشي اعتذارك. لأنك كنت بالتأكيد تنتظر هذه النتيجة حتي تفرح بنفسك وببرنامجك الذي يواجه خطر الإغلاق.. ثم هناك سؤال مهني ليس للابراشي وحده ولكن لكل مقدمي برامج "الزفت شو".. كيف يستضيف مقدم برنامج مقدماً أو مذيعاً آخر رغم أن له برنامجه يستطيع أن يقول فيه ما يريد.. شوبير له برنامجه. والطيب وجد نفسه صاحب برنامج مع خالد الغندور.. ومن قبلهما فعلت ريهام سعيد التي ارتكبت جريمة مهنية وأخلاقية ومع ذلك كانت ضيفة في أكثر من برنامج قبل أن يضطر رؤساؤها إلي إيقافها وبرنامجها لشدة الغضب من الناس.. والأمثلة والمهازل كثيرة. وزاد الطين بلة ما حدث من شوبير والطيب اللذين يجب أن يمتنعا تماما من الظهور للجماهير إذا كان لديهما ذرة احترام لهذه الجماهير.. ومن قبلهما الابراشي نفسه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف