سمير الجمل
الحاجة مديحة .. هل تعرفها ؟
ينادونها هكذا في الوسط الفني.. واعتادوا علي ذلك كما أنها لا تجد في النداء إلا تكريماً لشخصها واحتراماً لمكانتها وهي التي لم يتوقف دورها في الحقل الفني علي التمثيل فقط بل ساهمت في الانتاج وكانت تقف داعمة لأعمال محترمة حتي تكالبت عليها مافيا الانتاج والأموال التي دخلت سوق الفن لغسلها فإذا بها تفسد كل شئ.. وتدوس في طريقها علي كل القيم والأفكار النبيلة التي يطرحها الفن الحقيقي.. وهو في ذلك يقدم الشر لكي نحاربه ونكرهه.. ونبحث عن الخير فينا.. كما أن الفن المحترم يناقش القبح بالأسلوب الذي يجعلك تتمسك بالجمال أكثر.. وهذا هو الفارق بين فن يدعو للبلطجة ويساهم في نشر التدخين والمخدرات والانحلال.. وبين فن.. يبدأ من احترام الفنان لمهنته.. ويكون رصيده عند جمهوره دائماً أبداً تلك الحفاوة الإنسانية التي يقابلونه بها في كل مكان..
وعندما يفتش المسرح القومي من خلال المركز القومي للمسرح وبرعاية وزير الثقافة الزميل الفاضل حلمي النمنم.. والفنان الحكاية خالد جلال رئيس قطاع شئون الانتاج الثقافي بالوزارة.. هنا يجب أن نشكر الدكتور مصطفي سليم مدير المركز وكل من فكر في اختيار مديحة حمدي وتكريمها في هذا التوقيت الذي يطالب فيه الرئيس ومعه الشعب كله بضرورة تجديد الخطاب الديني.. فنحن إمام سيدة محترمة شاركت في كافة أنشطة الفن وقدمت عشرات الأعمال الدينية التي ساهمت في تثقيف الوعي العام ونشر ثقافة الاعتدال والوسطية وهذا هو الهدف الأسمي والأعظم لمشروع تجديد الخطاب الديني وتنقية الإسلام العظيم من شوائب لحقت به سواء والناس.
الحاجة مديحة في كل مكان: أين المسلسل الديني يا استاذ..؟ أين عمر بن عبدالعزيز وهارون الرشيد والقضاء في الإسلام والحسن البصري.. بل وأين الأعمال الاجتماعية التي ترتقي إلي أن تكون دينية بما تقدمه من أخلاقيات ونماذج إنسانية مشرفة..
شكراً لوزارة الثقافة التي وضعت مديحة حمدي بتكريمها هذا وفي المسرح المصري العريق.. وضعتها في الصورة نموذجاً.. لفنانة استطاعت أن تكون في بيتها وفي الاستديو وفي مكتبها.. سيدة الكفاح المحترم في هذا الميدان الحيوي ويكفي أنها لم تستطع أن تستمر لأن مافيا الانتاج الدرامي لا تزيد أمثالها وهي بدورها تريد التعامل معهم بمنطق هؤلاء وقانونهم..
لكني بالمناسبة اسأل القنوات الدينية وما أكثرها.. ماذا تنتظرون لدعم البرامج الدرامية التي تحول الدين من وعظ مباشر جاف.. إلي صورة حياتية تنبض بالأمثال وفيها تسلية وعبرة. والأهم أنها تقدم الدين كمعاملة وهو ما نحتاجه بل وفي أشد الاحتياج إليه وتلك هي فلسفة الدين العظمي أن نعبد ربنا كأننا نراه.. وأن ينعكس هذا في تعاملاتنا مع البشر والشجر والحجر..
مبروك للفاضلة القديرة مديحة حمدي تكريماً تستحقه ونسأل الله أن تعود إلينا علي خشبة المسرح وشاشة التليفزيون لأن وجودها يعني أن الفن قد انصلح حاله.. قولوا آمين.