المساء
عبد اللة هاشم
بالمنظار .. من هم الفاسدون يا وزير الصحة؟
تناولت في مقالات سابقة الحالة المتردية التي آلت إليها وزارة الصحة في عهد د.أحمد عماد وزير الصحة وسوء الخدمات الطبية التي تقدم للمرضي غير القادرين في المستشفيات وخاصة مرضي العيون بمستشفي رمد طنطا الذين تم حقنهم بمادة محظورة مما ادي الي اصابتهم بالعمي في الحال وقيام الوزير بالاستعانة بمستشارين له في كل قطاعات الوزارة وخاصة المقربين منه واصدقائه وتحمل الوزارة اعباء مالية زهيدة في صرف مكافأة ورواتب لهؤلاء المستشارين لكن لم يتنبه أحد لهذه المخالفات.
الغريب ان رئيس الوزراء جعل من هذا الوزير بطلا وابقي عليه في التعديل الوزاري الأخير رغم ان اسمه كان من أول المطروحين في التعديل وجاء رأي الخبراء قبل التعديل الوزاري مطابقاً لما ذكرته في المقالات السابقة.
العجيب ان هذا الوزير ارتكب مخالفة قانونية قبل ان يتم اختياره وزيرا للصحة حيث ان مستشفي دارالشفاء كان متعاقدا معه للعمل كجراح عظام بالمستشفي وقام هو بالاتفاق مع أحد المرضي بتحصيل مبلغ منه مقابل قيامه بإجراء جراحة له في مستشفي دارالشفاء وهذا مخالف للقانون تماماً.
وعندما علم د.أحمد محيي رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة بالواقعة أحال د.أحمد عماد إلي التحقيق فوراً والغي التعاقد معه.
مرت الأيام ولم يستطع د.أحمد عماد ان يشفي غليله من د.أحمد محيي وفجأة تم اختياره وزيراً للصحة وهنا حانت له الفرصة للانتقام من د.أحمد محيي لكنه لم يتمكن من اتخاذ اي اجراء ضده لأن رئيس الأمانة لديه مستندات تدين وزير الصحة.
علي الفور قام بتعيين د.أحمد عزيز زميله بجامعة عين شمس مستشارا له بالأمانة حتي يتمكن من الاتاحة به في اقرب وقت وبدأ د.عزيز في مضايقاته للدكتور أحمد محي حتي انه افقده كل صلاحياته وكان يتخذ قرارات مخالفة لقرارات د.محيي.
الاخطر من ذلك ان د.أحمد عزيز حصل علي صلاحيات وتفويضات من الوزير بالقيام بمهام رئيس لجنة التعاقدات علي الاجهزة والمستلزمات مع الشركات الاجنبية والمحلية واسند إليه مهام كثيرة لحظة عدم تواجده بالوزارة حتي اصبحت له اليد العليا في السيطرة علي كل المستشفيات وهذا مخالف للقانون واللوائح لأن مهمة المستشار الاستشارات الفنية فقط وليس من حقه التوقيع أو إبرام عقود مع شركات الأدوية والمستلزمات لكن وزير الصحة ضرب بالقانون عرض الحائط ومنح د.أحمد عزيز كل الصلاحيات حتي انه حول الوزارة الي عزبة خاصة له يفعل ما يريد دون اي رقيب أو خوفاً من أحد حتي انه حصل علي رشوة بالصوت والصورة من إحدي الشركات الخاصة وسقط متلبساً داخل أروقة وزارة الصحة.
جاءت تصريحات الوزير بعد علمه بالجريمة مخالفة للواقع بأنه لن يتستر علي فاسد وسوف يقطع ايدي الفاسدين يا سيادة الوزير.. عن اي فاسدين تتحدث؟! فإذا كان مستشارك الذي تم ضبطه بالرشوة هو الذراع اليمني لك داخل الوزارة وخارجها حتي في عيادتك الخاصة وحاولت ان تدمر د.أحمد محيي رئيس الأمانة لمجرد انه اتخذ الإجراءات القانونية ضدك وقت ان كنت طبيباً في مستشفي دارالشفاء الذي يقع تحت اشرافك.
الحقيقة انني توقعت ان يخرج علينا د.أحمد عماد وزير الصحة بعد هذه الواقعة المؤسفة التي ارتكبها صديق عمره بالاستقالة حتي يبرئ نفسه لكنه خرج علينا ليؤكد انه سيقطع يد الفاسدين.
يا سيادة الوزير اذا كنت انت الذي اتيت بالمستشار الفاسد واعطيته كل الصلاحيات وقلصت صلاحيات د.أحمد محيي رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة عقاباً له علي انه اتخذ ضدك الإجراءات القانونية بعد المخالفة التي وقعت فيها فكيف تقطع يد الفاسدين.
"والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف