المساء
اسكندر احمد
مصر الجديدة .. صناعة الطرابيش والقطن
كانت هناك صناعة رائدة في مصر قبل ثورة 1952 واستمرت إلي عام 1960 وهي صناعة الطرابيش والتي أتي بها إلي مصر الأتراك كان أبناء مصر يغطون الرأس بالطربوش وخاصة الطلاب والأفنديات والباشوات وكانت قلة قليلة من الفلاحين والصعايدة يرتدون غطاء رأسهم العادي من العمامة الفلاحي ولم يجرؤ أحد من الموظفين علي دخول الدواوين إلا بالطربوش.
هذه الصناعة كانت رائدة يقوم عليها أكثر من نصف مليون حرفي وعامل من يصنع اللباد وزر الطربوش والمكواه والنفخ.. اندثرت تلك الصناعة نهائياً وصارت في خبر كان ولم يتم استخدامها حالياً إلا في الفلكور الشعبي وبعض المقاهي السياحية والمسلسلات التاريخية.. انقرضت العمالة نهائياً وتم تغيير النشاط نهائياً وتبدلت مكان تلك الصناعات أنشطة أخري وبرزت حالياً بالنسبة للشباب الكابات وصارت أكثر رواجاً عالمياً ومحلياً.. والسؤال الذي يطرح نفسه أن محمد علي باشا أول من أدخل زراعة القطن إلي مصر إبان حكمه وتوالت الحكومات حتي بعد الثورة وكان الاعتماد الرئيسي في الاقتصاد القومي علي زراعات القطن وعلي ما أتذكر كان عام 1992 تم زراعة 2 مليون و250 ألف فدان قطن كانت وزارة الزراعة تحصل من الفلاحين في ذلك الوقت علي ما يقرب من 50 مليون جنيه في ذلك الوقت نتيجة التسويق فقط تدخل للوزارة وهذا المبلغ كبير جداً قياساً بالوقت الحاضر كانت توجه للأبحاث والإرشاد ومرتبات موظفين.. بفعل فاعل لا أدري هل كان مقصوداً أو ممنهجاً حيث كنا نتحكم في سوق القطن عالمياً وخاصة طويل التيلة حتي أن القميص المصري كان يباع في الأسواق الأمريكية والأوروبية بمائة دولار بمجرد أنه مكتوب عليه صنع في مصر.. جاء الفلاسفة والمنظرون فقاموا بتغيير المنظومة كاملة بضرب زراعة القطن بتغيير المغازل نهائياً واستيراد ماكينات للقطن قصير التيلة إيذاناً بالقضاء نهائياً علي زراعات طويل التيلة وتم التوجه إلي الضرب بدلاً من التصنيع والاستيراد وبدلاً من الزراعة.. خسر الفلاح والاقتصاد القومي وتضاءلت الزراعات وتناقصت حتي وصلت إلي 850 ألف فدان وبدأ التناقص التدريجي ولا أدري عن غفلة أو قصد حتي وصلنا هذا العام إلي 80 ألف فدان فقط والمنظرون والمتربصون بالاقتصاد القومي يقولون كان هناك صناعة اسمها صناعة الطرابيش وانتهت هل مات الذين كان يعملون بها بعد تغيير النشاط الدنيا سارت.. هل هذا تمهيد لإلغاء زراعات القطن نهائياً وتأتي أجيال وتقول إنه كان هناك زراعات قطن في مصر وانتهت وتم تغيير نشاط القطن.. لكن هناك فرق بين الطرابيش والقطن.. القطن محصول قومي استراتيجي اقتصادي تقوم عليه جميع الصناعات من الغزل والنسيج والزيوت والأعلاف.. من إذن وراء تلك المشكلة أقولها بكل صراحة أصحاب المصالح وهم التجار والسماسرة ورجال الأعمال المهتمين بتجارة وشراء وتصدير القطن وتدخل جيوبهم مليارات من الجنيهات سنوياً.. لكن لي عتاب علي الحكومة لابد أن تتدارك هذا مستقبلاً من الذين يريدون أن يقوضوا اقتصاد مصر.. ولكن من حسن الطالع أنه من الله علي شعب مصر برئيس قوي يعمل من أجل هذا الوطن وهو الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يعمل علي جميع المحاور وأهم هذه المحاور الزراعة لأنه يعلم تماماً أن الزراعة أمن قومي ولم تقم قائمة لأي شعب إلا عن طريق الزراعة.. لدي يقين أن الرئيس ابتداء من العام القادم سوف يأمر بزراعة نصف مليون فدان كمرحلة أولي لتصل خلال 4 سنوات إلي 2 مليون فدان ويتم استعادة عرش القطن مرة أخري.. وكل عام وأنتم بخير بمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم أعاده الله عليكم وعلي مصر بالرخاء والسخاء والنماء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف