كأنه مكتوب علي مصر أن تحزن.. وألا تفرح بالإنجازات والمشروعات العملاقة هنا وهناك.. مكتوب عليها أن تعاني من أبناء الجحود الذين هانوا علي أنفسهم فهانت عليهم.. أبناء باعوا أنفسهم للشيطان.. بل هم في التدبير والكيد للوطن الغالي أشد عليه من الشيطان نفسه!
في كل بلاد العالم ينتفض الشعب بكل فئاته وألوان الطيف.. السياسي.. المؤيدون والمعارضون للنهوض بدولهم إلا هنا.. يتسابقون في التنكيل بأم الدنيا مصر والرقص علي جثتها.. لا تأخذهم بها شفقة ولا رحمة.. ومن أين لهم الرحمة وقد باعوا أنفسهم لأعداء الوطن واستباحوا الدماء والأعراض باسم الحرية والديمقراطية تارة وباسم الدين تارة والحرية والأديان بريئة منهم.. فأي حرية وأي دين يسمح بسفك دماء خير أجناد الأرض وتعرية أمهاتنا.. رحمتك يا رب.
وكأنه مكتوب علي مصر ما بعد 30 يونيو أن يكون ابتلاؤها في أبنائها.. إعلاميون أقسموا أن يحرقوا الوطن ونشطاء باعوا أنفسهم لأسيادهم في أمريكا والغرب وبعض دول الجوار مقابل الدولار والدينار.. رجال أعمال احتكروا السلع ورفعوا الأسعار ولم يكفهم ما نهبوه في العصر البائد.. موظفون فاسدون استباحوا كل شيء..إخوان أقسموا أن يتنفسوا كذبا وزورا وبهتانا يشيعوا الفرقة والانقسام ويستبيحوا الدماء.
.. الكل ينهش في الوطن.
إن العين بل القلب يبكي عندما أستمع إلي أغنية الفنان التونسي الرائع لطفي بوشناق "أنا الوطن" وليتهم يستمعون إليها ؟!
أنا حلمي كلمة واحدة أن يظل عندي وطن
لن أكون في يوم منكم يشهد الله والزمن
لا حروب ولا خراب لا مصايب ولا محن
خدوا المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن
خدو المناصب والمكاسب بربي خلولي الوطن
يا وطن وأنت حبيبي أنت عزي وتاج راسي
أنت يا فخر المواطن والمناضل السياسي
أنت أجمل أنت أغلي أنت أعظم م الكراسي
إن ما حدث للست الفاضلة سعاد بقرية الكرم ببني مزار محافظة المنيا عار علي أبناء الصعيد هناك قبل أن يكون عاراً علي الجميع في كل أرجاء البلاد.. من الصعيد تعلمنا الشهامة والمروءة والأخلاق وأهمية الحفاظ علي الإنسان والأعراض.. تعلمنا توقير واحترام الكبير.. التاريخ يسرد لنا قصص وحكايات الصعيد الجواني في الحفاظ علي التقاليد ورفعة الأخلاق.. لا لوم علي الدولة أو النظام.. نعم الحادث بشع وحق السيدة سعاد علي رأسي ورأس كل الشرفاء بالوطن الذين هالهم وأفزعهم تعريتها والتنكيل بها ..والرئيس السيسي رفض وأعتذر ووصف سيدات مصر بالعظيمات .. لا سامح الله الذين يريدونها نارا ودمارا واستغلوا الواقعة أسوأ استغلال من هنا وهناك بهاشتاج علي مواقع "التفرقة" التواصل الاجتماعي "مصر تتعري" وانبري النشطاء ومنهم مسيحيون ومحامون أقباط في النفخ في النار وإشعالها.. زيفوا الحقائق ـ ويعلمون ذلك ـ بتبليغ أخبار كاذبة لصحف الغرب وأمريكا بأن هناك تنكيلا واضطهادا للأقليات في مصر.. استغلوا واقعة السيدة سعاد أسوأ استغلال.. وعلي نهجهم في الكذب وكره الأوطان سار إخوان الشيطان ـ كعادتهم ـ واستغلوا الواقعة التي جاءت علي هواهم ووجهوا الطعنات الغادرة لقلب الوطن.. أما إعلام الفتنة والبهتان والضلال فحدث ولا حرج.. إشعال الحرائق وبث الفرقة والانقسام نهج يسير عليه.. ولتذهب المهنية وحب الأوطان إلي الجحيم.
مصر لم ولن تتعري وستظل مسلمين ومسيحيين "إيد واحدة" يقتسمون لقمة العيش..لا توجد فتنة طائفية والأقباط ليسوا أقلية بل هم أبناء وطن واحد وشركاء في المسئولية..ومحاولات إشعال نار الفتنة الطائفية من الخونة والمرتزقة ستذهب أدراج الرياح.
ان الروابط بين المسلمين والأقباط تاريخية وقوية ولن يؤثر فيها حادث هنا أو هناك.. واسألوا أصدقائي في "المساء" عاطف مكرم وسامي راغب. وسامح محروس
"في الجمهورية".. اسألوا النائب رضا نصيف وكل المسيحيين.. لعنة الله علي من يريد إشعال الفتنة الطائفية.