المساء
محمد جبريل
ع البحري .. واشنطن.. لا تعتذر
في زيارته إلي المدينة اليابانية هيروشيما اعترف الرئيس الأمريكي أوباما بالآثار البشعة التي أحدثتها قنبلة الولايات المتحدة والتي لخصها أوباما بأنها كانت موتا هابطا من السماء. لكنه رفض الاعتذار للشعب الياباني - بحكم مسئوليته كرئيس للولايات المتحدة - عن جريمة محو مدينة من الوجود. لتجربة السلاح النووي الجديد. وليس لإنهاء الحرب العالمية الثانية. لأن الحرب كانت في ساعتها الخامسة والعشرين. بعد أن ثأرت واشنطن للضربة الموجعة التي لقيها الأسطول الأمريكي في بيرل هاربور. وهزمت قوات الحلفاء قوات المحور. وأوشكت الصفحات علي الطي. ليبدأ العالم صفحة جديدة يسودها الأمن والاستقرار.
لكن واشنطن اختارت أن تجهض أمل السلم العالمي بسلاح لم يكن ما يدعو إلي استعماله إلا مجرد إثبات القوة. وعدا الدمار. فإن نجاح واشنطن في قنبلتها النووية. تبعه محاولات من موسكو للحصول علي ما يسر لها تجربة قنبلتها النووية الأولي. وتواصلت المحاولات في دول أخري. صار السلاح النووي في حوزة دول أخري في الشرق والغرب. منها الصين والهند والباكستان. ومنها كذلك إسرائيل.
مشكلة واشنطن أنها تريد تحقيق مصالحها وأطماعها. بصرف النظر عن النتائج السلبية الخطيرة التي قد تحدثها الممارسات الأمريكية.
إذا تأملنا المشهد العربي الراهن فسيروعنا التدخل الأمريكي لمجرد أن تكون الغلبة والسيطرة للولايات المتحدة في أقطار الوطن العربي. والأمثلة لا تعوزنا. فقد سكتت واشنطن - لسنوات طويلة - عن رفض النظام السوري مظاهرات شعبه المنادية بالعدالة والمساواة. ولما رفع المتظاهرون السلاح في مواجهة القوي. تدخل البنتاجون بالتآمر والسلاح. وعمق المأساة بتنظيمات من اختراعه وتمويله. صبغت المدن السورية بالدماء. ولجأ الملايين من البسطاء إلي ركوب البحر. فرارا إلي دول أخري. أو إلي الموت.
واجمع المراقبون والمحللون السياسيون العالميون. حتي الزعامات الأمريكية اعترفوا بدور حكومة بلادهم في إنشاء التنظيمات المتأسلمة لنشر الإرهاب في المنطقة. وحين انقلب السحر علي الساحر في أفغانستان. وتكررت نماذجه - بدعم واشنطن أو رفضها - فإنها دعت إلي تحالف دولي. يضرب مواقع الإرهابيين. وان رويت حكايات كثيرة عن الدمار الذي ألحقته طائرات الصديق الأمريكي بالأهداف المدنية والعسكرية للقوات المسلحة العراقية. ولشعب العراق.
وبدأت حرب اليمن بسكوت أمريكي علي تمويل إيران لجماعة الحوثيين. ودفعهم للمشاركة في الثورة ضد سلطة علي عبدالله صالح. وبعد نجاح الثورة. وإجبار صالح علي التنازل. فإن طهران واصلت - في إطار الصمت الأمريكي - دعمها للحوثيين. وتحريضهم علي الحكومة التي صنعتها الثورة.
الأمثلة - كما قلت - كثيرة. تعكس حقيقة الصداقة الأمريكية لدول المنطقة. وأن صداقة واشنطن الثابتة. والدائمة. إنما هي لإسرائيل. حليفها الذي تلح - ربما بلا مناسبة - علي حماية وجوده. وتخصص حقها في الفيتو لمنع أي مؤاخذة ضد جرائمه!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف