استيقظت ¢الفتنة¢ الكروية.. وازدادت تأججا واشتعالا.. لتنضم إلي مسلسل الفتن الذي يجتاح الوطن.. محاولا كسر شوكته. وسلب إرادته. وضرب استقراره ووحدته.. وتهديد أمنه وسلامته.!!
ما يثير الأسي.. ان من أيقظها.. أناس وظائفهم الأساسية حماية الساحة الرياضية من الفرقة والانقسام.. والدعوة لنبذ التطرف والتعصب.. والمطالبة بالتحلي بروح المودة والسماحة.. والمناداة بتغليب الصالح العام عن الأهواء الذاتية.. لكن للأسف شاركوا بقوة - إن لم يكن عن عمد وقصد - في افتعال الأزمات. وتفاقم المشكلات. وإحداث التصادمات وتحويل المنافسة الشريفة إلي معارك ومشاجرات..!!
إعلامي ¢زاهر¢.. استخدم سيفه لتوسيع الهوة وتعميق الخلاف في أزمة ¢غالي - نبيه¢.. وبدلا من أن ينادي بالهدوء والتريث وتحكيم العقل وبتنقية الأجواء.. راح يستضيف كل من يسخن ¢المواقف¢.. ويعقد الأمور.. ويحولها إلي معركة ¢أحمر - وأبيض¢!!
محلل ¢متغندر¢.. أداؤه لا يمت بصلة لقواعد الإعلام والالتزام.. برامجه تدعو إلي تجسيد الفرقة والتعصب.. يختلق الروايات.. ينسج الأكاذيب ويفسح المجال لكل من يساعده علي الإثارة والتهييج.. ساعيا بكل ما أوتي من غل وضق لاشعال الفتنة بين أكبر ناديين..!!
معلق ¢طيب¢.. كان واجبا أن يحمل شئيا من اسمه دأب علي تعدي الحدود.. والتجاوز في التعليقات.. يبث سمومه بين عبارات رنانة.. دائما مناصر ومنحاز ومؤيد للأبيض.. وغالبا معادي ومهاجم ومسيئي للأحمر.. يمضي بمنتهي السرعة من أجل الوقيعة وإحداث الانقسام بين الجماهير..!!
حتي مسئولي الأندية.. المفترض فيهم الحكمة والكياسة وحسن إدارة الأمور.. انضموا إلي ¢المعمعة¢.. منهم من يثور ويسب لمجرد سماعه أي نقد يطول ناديه.. بل يتمادي ويطالب بإبعاد هذا والاستعانة بذاك.. ومنهم من يحطم كاميرات القنوات التي يتوهم أنها ضده علي طول الخط.. ومنهم من يهدد بالانسحاب لمجرد مشكله ليس طرفا فيها .. ومنهم من يستعرض قواه. ويفرد عضلاته ويستقوي بالجماهير.. لفرض رأيه. أو انتزاع قرار لصالحه.. أو لالحاق الضرر بمنافسه التقليدي..!!
تحدث هذه المآسي.. بينما وزير الرياضة يقف متفرجا.. يسمع سب الحكام والنقاد علنا ويصمت.. يشاهد المشاجرات والخناقات ويغض الطرف.. تصل إليه شكاوي المعتدي عليهم ويصرف النظر.. لا يجرؤ علي توجيه اللوم والعقاب للمخطئ والمتجاوز..!
تقع تلك المهازل.. تحت سمع وبصر ¢اتحاد¢ عجز عن فرض هيمنته بالقواعد والأصول.. وأخفق في تحقيق أبسط الأهداف وأسهل المهام.. وانحدر بمستوي الكرة المصرية إلي أدني الدرجات.. فكان من الطبيعي أن يقف خائفا مرتعدا.. لا يملك الشجاعة الكافية لكي يتصدي لكل من يحاول إفساد الساحة الرياضية.!!
ان الوطن ليس في حاجة إلي المزيد من الفتن.. فيكفيه ما يحيط به من مخاطر وتحديات شرسة.. تستلزم التلاحم والتضامن.. وتقتضي اليقظة والانتباه وتوحيد الصف.. وتستوجب إعلاء المصالح القومية.
من هنا يتبين ضرورة وأد الفتنة الرياضية.. وايقاف أي متجاوز عند حده.. وإلزامه بكل الحسم والصرامة بالأعراف والقيم.. وهذا من السهل جدا.. إن أقدم الوزير وتحلي بالجرأة ومارس مهامه كما ينبغي.. وإذا جاء ¢اتحاد كرة¢ قادر وقوي علي ممارسة مسئولياته.. وفرض سيطرته علي الساحة الكروية.. وأن لم يحدث هذا توا وعاجلا.. فليترحم الجميع علي الرياضة المصرية..!