الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
الصلح خير.. ياريت
رفض أطباء مستشفي وادي النيل ان انزل من منزلي واشترك مع الوفد الصحفي لمقابلة سيادة النائب العام المستشار نبيل صادق في محاولة للم تداعيات أزمة النقابة ومحاولة انهائها علي خير.. لقد كنت أول من كتب يلوم النقابة علي موقفها من الشرطة.. وأول من لفت نظر النقابة إلي مادة في قانون العقوبات الخاصة بإيواء أو اخفاء متهم مطلوب للعدالة كما تعلمنا عام 1949 من استاذنا الكبير الدكتور علي راشد في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول وكنت أتمني من أول يوم لم الموضوع في توجيه اللوم لوزارة الداخلية دون هذا التصعيد الذي كان لاداعي له علي وجه الاطلاق.. كان لا داعي علي وجه الاطلاق لطلبات "غريبة" من النقابة لينتهز بعض اعداء البلد المختبئين في كل مكان ويدفعون النقابة إلي مواجهات تسيء للنقابة أولا وأخيرا.
وعندما هدأت الأمور بعض الوقت كتبت هنا في نفس هذا المكان اطالب "اسدلوا الستار الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها".. ولكن حدثت أمور لم يكن وقتها قط.. حكاية "لقاءات الأسرة الصحفية" المتتابعة.. نعم هناك أمور يجب طرحها خاصة بمشروعات الصحفيين الاقتصادية وضياعها وهناك تيارات غريبة تدير النقابة وغير ذلك وكان من الضروري تصحيح الوضع ولو بإجراء انتخابات مبكرة.. ولكن ايضا لم هذا وقتها.. ثم تطورت الأمور إلي ما كنا لا نريده وحظرنا منه وهو تفعيل بعض مواد قانون العقوبات ونحن "مش ناقصين اعداء" سواء بعض الأقلام في الصحف القومية مع الأسف.. فضلا عن جمعيات حقوق الإنسان التي تهاجمنا علي طول الخط وتشجع من يقتلنا!!
***
نهايته..
كنت أريد ان انضم لوفد الصحفيين خلال مقابلة سيادة النائب العام ولو علي عكازين - كما يحدث الآن - لولا تحذير الأطباء.. كنت اتمني لثلاثة أسباب:
أولا.. باعتباري اقدم عضو في النقابة الآن وكان يجب ان يكون الوفد يمثل كل اطياف النقابة بدون تفرقة بين أي انتماءات.. فلتكن انتماءاتنا خارج النقابة التي يجب ان نحرص جميعا بلا استثناء عليها وسبق لنا الدفاع عنها بكل قوة خاصة عندما أراد صلاح سالم الغاءها وتكوين نقابة أخري علي طريقة الاتحاد الاشتراكي وعندما قرر انور السادات تحويلها إلي مجرد ناد!! ونجحنا في بقاء النقابة كما هي رغم كل الظروف.
ثم ثانيا.. يحيي قلاش بالذات سواء كان نقيبا أو سكرتير النقابة رجل حر يعشق حرية الرأي وفي رأيي انه كان مظلوما في بعض تجاوزات النقابة ولا اذكر ان صحفيا واحدا وقع عليه ظلم ما إلا ووقف يحيي قلاش بجانبه.. وحدث هذا معي وكان مطلوبا انهائي كصحفي عن طريق محكمة الجنايات لا الجنح وكان الخصم في ذروة نفوذه وسلطته.. ظل يحيي قلاش بجواري حتي حصلنا علي حكم بالبراءة ورفعت الدعوي في خمس دقائق أمام المحكمة.. موقف لا أنساه في حياتي علمت فيما بعد ان هذا هو يحيي قلاش مع كل عضو بالنقابة.. يجب جميعا ان نقف معه.
ثالثا.. هناك سابقة لي قديمة ايضا.. حينما اعتقلوا مراد بك الشريعي في الفجر.. تكون وفد من النادي الأهلي لمقابلة عبدالناصر فورا للافراج عنه وكنت أحد أعضاء الوفد وكنت اتواري خلف نور الدين طراف وفكري باشا اباظة وغيرهما خوفا من ان يلمحني عبدالناصر فيتم اعتقالي مع مراد الشريعي ولم نخرج إلا بعد تليفون للافراج عن الشريعي وهذا ما أتمناه للوفد الصحفي الذي أتمني ان يقابل النائب العام خلال قراءتك لهذه السطور!! ونعود كلنا حبايب واصدقاء.. زملاء مهنة واحدة.. مهنة من خير المهن واقواها واعظمها واكثرها تأثيرا في كل بلاد الدنيا.. الصلح خير!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف