الجمهورية
جلاء جاب اللة
.. وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة
أراني أكرر نفس العنوان قبل رمضان.. وكأن شيئاً لم يتغير في حياتنا.. نحن لم نتغير والحياة كما هي.. الشيء الوحيد هو أننا افتقدنا أحباباً وأصدقاء سواء بالموت أو البعد أو الابتعاد فالحياة تجري سريعاً ونحن "محلك سر" لا نغادر إلا أنفسنا.. ثم نعود.. والحياة من حولنا تجري وها هو رمضان يأتي.. ولا أدري لماذا في كل عام يأتي رمضان.. ولا نذهب نحن إليه؟
هذه ليست فلسفة بل مجرد سؤال.. نقول جاء رمضان.. فلماذا لا نذهب إليه نحن؟
هذا هو ما أريد أن أصل إليه أن نسرع نحن إلي شهر الخير والبركات.. ونعيش هذه الأيام مع الإسراع نحوه.. لا أن ننتظره ونحن جالسون.. وفجأة يغادرنا رمضان.. وننعي حظنا أننا لم نستفد منه شيئاً.. وكما جاء فجأة.. رحل فجأة.. ويخصم عام من رصيدنا ونحن لا نشعر!!
رمضان علي الأبواب فافتحوا له الباب وهللوا لمقدمه.. تعالوا نعود إلي روح رمضان القديمة تعالوا نسارع إلي رمضان.. فنسارع إلي مغفرة من الله سبحانه وتعالي لعل الله يأتينا برزق وخير.. وجنة..!!
في المقال السابق طالبت فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بأن يعقد قمة إنسانية مصرية في رمضان.. وطبعاً لم يستجب أحد لهذه الدعوة ولكنني هنا لا أطالب أحداً بعينه.. بل أطالب نفسي أولاً وأهلي وأسرتي وأصدقائي أن نسارع إلي الله.. وإلي مغفرة منه ورضوان أن نسارع إلي جنة نتمناها.. ومغفرة ندعو الله ليل نهار أن يمنها علينا.
"سارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين".. هل نحن قادرون علي أن نكون من المتقين؟
إذا سارعنا إلي المغفرة.. سنكون..!!
وإذا عرفنا ماذا يريد الله من المتقين.. سنكون..!!
لقد حدد الله في هذه الآية المتقين بأنهم: "الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.. والله يحب المحسنين".
إنهم الذين ينفقون في السراء والضراء.. وكنت أتمني لو أن شيخنا الجليل دعا لقمة إنسانية مصرية خالصة لتوحيد جهود الانفاق والتجارة مع الله.. إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أن هناك جهوداً في الانفاق وتميزاً في شهر الخيرات نحو الانفاق في سبيل الله.. وان كنت أتمني تنظيم هذا المجال بحيث يكون هناك هيئة إسلامية خيرية غير رسمية تنظم هذا العمل الخيري ولا تتدخل فيه.. فإن إنشاء مصنع يواجه أزمة البطالة ويزيد في الإنتاج أفضل ــ والله أعلم ــ من بناء مسجد علي أعلي مستوي من الخدمات لأن الله سبحانه وتعالي خص أمة محمد بأن جعل لها الأرض مسجداً.. وطالبنا بالعمل والتقوي..!!
إن تنظيم أوجه الانفاق في شهر العطاء ضرورة حتي تصل الحسنات إلي مستحقيها.. فهناك بيوت تغلق علي نفسها أبوابها حياء ولا يسألون الناس وهم في أمس الحاجة إلي هذا العطاء ولا أقول أننا نمنع السائل فقد أمرنا الله سبحانه وتعالي بألا ننهر السائل.. ولكن إذا تم تنظيم هذا العمل الخيري والانفاق في سبيل الله وتنظيم كل تجارة مع الله فإن الملايين التي تنفق في هذا الشهر الكريم يمكنها أن تسد حاجة وأن تصل محتاجين فعلا..!!
سارعوا إلي مغفرة من ربكم.. بالعفو عن الناس هل نستطيع أن نكون من أهل العفو؟
أعرف أن النفوس متفاوتة في قدراتها.. والقلوب متباينة في إمكانياتها ولكن من يعرف أن الجزاء هو الجنة والمغفرة والعطاء الإلهي فإنه سيعفو حباً لله وحباً من الله.
تعالوا نرفع شعاراً من الآن "اعف لله" قل لكل من حولك "عفوت عنك لله".. فما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل..!!
نحن مقبلون علي شهر الإحسان والعطاء فلماذا لا نجعل أهم عطاء لنا ونحن نسرع إلي رمضان هو العفو..!!؟
العفو شيمة الكبار وصفة المؤمنين الصادقين تعالوا نعفو عمن أساء إلينا.. ابدأ بنفسك: اعف عنها.. تجاوز عن خطئك وابدأ صفحة جديدة مع نفسك.. فأنت ان فعلت ذلك ستعفو عن الآخرين.. ابدأ بمن حولك.. أهلك.. أصدقائك.. زملاء العمل.. جيرانك.. ابدأ بصلة الرحم.. والواصل ليس المكافئ.. بل هو من وصل ما انقطع.. فلا تبحث في عفوك عن مكافأة لمن أحسن إليك أو انتظار مكافأة ممن أحسنت إليه.. بل اترك الأمر كله لله.. اعف واصفح وسامح لله.. ولا تنتظر من أحد جزاء ولا شكورا..!!
تعالوا نبدأ صفحة جديدة مع أنفسنا.. ومع الناس خاصة من حولنا وأهلنا وأصدقائنا.. ومع الذين أساءوا إلينا.. فالعفو هو باب الجنة.. تعالوا.. اسرعوا إلي مغفرة من ربكم.. فالمغفرة هي باب الرزق.. وباب العطاء الإلهي.. ألا ترون أن الله سبحانه وتعالي علم أبانا آدم كلمات عندما أخطأ.. علمه الله كلمات.. فتاب عليه بها.. وكانت البداية نحو الخلق والخلائق!!
** تعالوا نبدأ صفحة جديدة فنتصالح مع أنفسنا فالبداية من المصالحة مع النفس.. ولابد أن نعي أن هذه البداية هي الطريق الصحيح للمغفرة.. نتصالح مع أنفسنا بالتوبة والإنابة ونتصالح مع أنفسنا بالعطاء والحب.. افتحوا قلوبنا بالحب.. فالحب هو أساس العطاء والحب هو كلمة السر للنجاح والعطاء والرضا انشروا الحب والمحبة بين المسلمين قبل رمضان سارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة بالحب.. فالحب هو السلاح القوي لتحقيق المغفرة.. والحب هو أفضل ترجمة للمغفرة.. لأن الله يحب الإنسان فأكرم خلقه.. ولأن الله يحب خلقه فقد رزقهم الحب.. ومنحهم القدرة علي الحب لأنه وحده يعلم سر خلقه "ألا يعلم من خلق".. وحده سبحانه يعلم ما خلق ومن خلق وقدر الله العطاء بالحب.. فسارعوا إلي مغفرة من ربكم بالحب والعفو والإحسان اللهم اجعلنا ممن يسارعون إلي رمضان قبل أن يبدأ بالحب والعفو والإحسان.. يارب العالمين.
همس الروح
** اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي وأحبتي فاحفظهم يا كريم ولا ترني فيهم ولا في أحد منهم ما يحزن قلبي.. آمين.
** ابتسم وتفاءل.. ليس بالضرورة لأنك فرحان وسعيد إنما ثقة في الله.. وثقة في أن الله سبحانه لن يخيب ظنك الحسن به.
** الحب نعمة من الله.. وتواصلك مع من تحب أنس ورضا.. حتي ولو من بعيد.. والاطمئنان علي من تحب رحمة.. حتي ولو قصرنا قليلاً أو ألهتنا الظروف فثق أن نبض القلب لا يسني الأحبة.
** هدوء النفس.. وطمأنينة القلب.. وانشراح الصدر.. نعمة لا يشعرها إلا من احتاجها.. وتوفيق يرافقك أينما كنت.
** الحياة تكون جميلة إذا كانت الصحبة رائعة والعكس صحيح أيضا.
** سئل حكيم : ما هي السعادة؟ قال: عافيه في الدنيا وعفو في الآخرة.. اللهم ارزقنا العفو والعافية..!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف