¼ عندما فرغت من مشاهدة أوبرا "ريجوليتو" التي تعرض حاليا علي المسرح الكبير انتابتني مشاعر مختلفة أولها الفخر بأداء الفريق المتميز والمتطور خاصة إنني اتابع الفرقة منذ زمن طويل مما يجعل من السهل أن أعقد مقارنة بين الأداء في الماضي والحاضر حيث نضج المغنيون فنيا وأصبح فهمهم للشخصية دقيق وأداؤهم للأغاني التي تتميز بها هذه الأوبرا علي درجة عالية من الاتقان مع إبراز المميزات الجمالية لكل منها كما أن هناك اختياراً مناسباً للمشاركين الأجانب أما الحركة المسرحية التي تنسب للمخرج فأصبحت عالية جدا مسرحيا وهنا أصبح الأداء الغنائي والتمثيلي ليس متوازنا فقط وإنما أيضا متقن وكما أن هناك تميزا في الإضاءة والديكور والملابس ورقصات البالية والكورال الذي أصبح يتم استغلاله كمجموعات بشرية تعطي ثراء للرؤية البصرية علي المسرح.. والجانب الهام الذي يدعو للفخر أيضا الجمهور الذي أصبح تحتشد به الصالة ومعظمه من المصريين مما يؤكد أن مجهودنا في متابعة هذا الفن صحفيا ونقديا أتي بثماره.. أما الشعور الآخر الذي ينتابني انه تزداد طموحاتي لهذه الفرقة التابعة للدولة وتمثلها حيث أريد أن تخصص لها ميزانية كبيرة ويتم الاستعانة بكل أولادنا بالخارج وتسند القيادة في حالات كثيرة للمايسترو المصري وأن يتم انتاج أوبرات جديدة تضاف للريبرتوار ويتم فيها الاستعانة بمخرجين أجانب مشهورين بالرؤية الحديثة ليتعلم منهم المخرجون الشباب الذين انضموا للفرقة والذي ثبت بالفعل موهبتهم كما يجب أن يكون هناك حرص علي إعادة انتاج أوبرا "انس الوجود" للراحل عزيز الشوان حيث أنها الأوبرا المصرية الوحيدة التي تم انتاجها ثم بعد ذلك يتم النظر في تقديم أوبرات مصرية أخري ولو علي شكل ريستال وإعادة انتاج أوبرتي "تاييس" و"صيادو اللؤلو" من المدرسة الفرنسية بدلا من الدوران في فلك الأوبرات الايطالية ولكن هذه الطموحات لا تمنع احساسي بالفخر بفرقتنا القومية وتقديري للجهد المبذول الذي يستحق التحية أولا لمديرة الفرقة ايمان مصطفي ولكل العاملين بها من فنانين وفنيين ولرئيس البيت الفني رضا الوكيل ولرئيسة الأوبرا الفنانة د. إيناس عبد الدايم التي رأيت الفرحة تطل من وجهها عندما وجدت الإقبال الجماهيري وأيضا للمؤسس الحقيقي لهذه الفرقة الفنان حسن كامي.
¼ لاحظت مؤخرا في دار الأوبرا انه لم يعد هناك اهتمام بالمتفرج المصري وأن جرعة الاعتماد علي اللغة الانجليزية أصبحت كبيرة وكأنهم يؤكدون أن هذا الفن للصفوة فقط بمناسبة اختصار المعلومات باللغة العربية في كتيبات الأوبرا والاكتفاء بالمعلومات باللغة الانجليزية التي هي بالفعل في النت ومن يقرأ الانجليزية سهل عليه معرفتها وإنما المعلومات باللغة العربية يحتاجها المتفرج الذي من أجله يتم تقديم هذا الكتيب مجانا ليعينه علي فهم العمل والتعرف علي المشاركين فيه وتاريخهم الفني.