أحمد معوض
كلمة ونص .. السرطان اللعين
طلب مني صديق مسيحي أن أدعو في صلاتي لابنته المصابة بمرض اللوكيميا أو سرطان الدم.. ففعلت. ولكن باقي قصة الدعاء سأذكرها في نهاية المقال.
أما الآن أقف أمام مرض السرطان نفسه بكل أشكاله وأنواعه. ذلك المرض اللعين الذي استوطن في مصر وبدأت أثار المبيدات والزراعات المسرطنة تظهر علي جيل تلو الآخر. حتي امتلأت مستشفيات ومعاهد الأورام عن آخرها بالكبار والصغار. ولم تعد الأسرة تستطيع أن تستوعب المزيد. فجلس المرضي يتلقون العلاج علي الكراسي. وأحيانا علي الأرض!
الأزمة ان الإنسان. سواء المريض أو من حوله. يستسلم أمام المرض الخبيث إلي آراء الأطباء. وأقول آراء بالجمع لأنه لم يحدث وأن اتفق طبيبان علي تشخيص واحد أو طريقة علاج واحدة. فمن يقول إجراء جراحة عاجلة لإزالة الورم. ومن يقول إن الجراحة لا تجدي في هذه الحالة وأنه من الأفضل أن تبدأ في العلاج الكيماوي. بينما يقول ثالث إن العلاج بالاشعاع هو الملاذ!
الحيرة في اختيار أي من هذه الطرق لا تشغل بال المريض. فهو في كل الأحوال. لا حول له ولا قوة. فوض أمره لله. وترك نفسه لقرار الأقرباء وتجارب الأطباء!
الموت حقيقة. ولكن الألم لا يشعر به إلا من انتشرت سوسة المرض الخبيث في لحمه وعظامه. لا تنفع معه مسكنات البشر ولا علاجهم الكيماوي ولا اشعاعهم!
ومع تدهور الحالة السريع. تزيد الحيرة أكثر. ويرافقها هذه المرة شعور بالندم وتأنيب الضمير. هذا بالطبع لأهل المريض. ولا يتردد سوي سؤال واحد: هل الطريق الذي اخترناه نحن الأصحاء ؟ جسدا وعقلا ؟لهذا المسكين كان صحيحا؟! أم أن أحد الطريقتين الآخريين كان أنجي؟! أم أن طريقا رابعا ؟ لم نفكر فيه ؟كان الأسلم؟!
من الأدعية التي كانت علي لساني دائما في كل صلاة: "اللهم اشف مرضانا ومرضي المسلمين". ولكن عندما طلب مني صديقي المسيحي أن ادعو لابنته فكرت في تغيير صيغة الدعاء فأصبحت "اللهم اشف مرضانا ومرضي العالمين".
بعدها تذكرت كيف أن الملائكة ترد علي العبد في كل دعاء يدعو به وتقول له: "ولك مثله" فلما كانت دعوتي تقف عند عدد المسلمين فقط. فالآن اعتقد أنها باتت أشمل من ذي قبل. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
اللهم بلغنا رمضان. واجعلنا من عتقاء الشهر الكريم. وفك كرب المكروبين. وخفف آلام مرضي السرطان اللعين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.