الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
انتبهوا حتي لا نضيع
الحال التي عليها المسلمون الآن في البلاد العربية. تسر الأعداء وتسيء إلي الاصدقاء. عنف في كل مكان.. قتل وتدمير. وتخريب في أرجاء الأمة. مؤامرات تحاك لتحقيق أكبر قدر من السيطرة علي مناطق شتي. كل جماعة تستقوي بدولة لتحقق نصرا غير مؤزر أو حميد علي جماعة أخري.. مذاهب متفرقة متناحرة منذ كان التحكيم بين علي ومعاوية. وتلاعب عمرو بن العاص مندوب معاوية بن أبي سفيان بأبي موسي الاشعري مندوب علي بن أبي طالب. وخروج جماعة تتهم عليا بالتخاذل. وعدم الاطمئنان إلي حق له بقبوله التحكيم ــ رغم أنهم اختاروه ورضخ علي لرأيهم ــ وبدلا من أن يلتئم الصف. اتسع شرخه. وبدلا من أن يجتمع المسلمون علي كلمة سواء. تفرقوا شيعا وأحزابا. خرج من خرج. وتشيع من تشيع. وصاح كل فريق بما يعتقد. وكفر الفريق الآخر محاربا له. ورافعا سيفه في وجه من يخالفه. ومرت فترات ظن فيها الناس انتهاء هذا البلاء.
في هذه الأيام. انقسم المسلمون انقساما مؤذيا. يفوق الانقسام القديم وكانت وقامت جماعات تضاف إلي جماعات سبقتها. وكأن المسلمين ينقصهم تفتت وانقسام. هكذا كتب علي الأمة أن تعيش في نكد الانقسام. وجحيم التفرق. لتكون الأمة العربية التي ما هنأت بنداء القومية العربية. وصوت الوحدة. زمن النداء بها.
ظن بعض المغفلين ان الإسلام ينتصر بالعمائم واللحي. ويقوي بالجلباب القصير والسواك. وينتشر بالدروشه. وقراءة الأوراد. لا يعلمون ان الإسلام انما ينتصر بالعقل الذي كرم الله الانسان به. وبالعلم الذي نادي به القرآن. وحث الناس عليه. فالتفكير الدائم المستمر من ملكوت الله. والكون الذي سخره للبشر يعد عبادة خالصة. والعبادة ــ أيضا ــ هي تحقيق الخير للبشرية. والنفع للانسانية. والرقي بالفعال الحسنة والسعي في الأرض لتقديم كل ما ينفع البشر. وأن خير الناس عند الله. أنفعهم للناس.
ما أعجب له كيف تستطيع جماعة الداعشة وما علي شاكلتها الحصول علي السلاح الذي تستخدمه في قتل المسلمين. وتدمير بلادهم. وتخريب أرضهم؟ كيف يستطيعون التحرك داخل البلاد من مكان لآخر ومن قطر إلي غيره. دون ان يكتشف أمرهم. وتحد من حركتهم.. من من الدول يساعدهم علي السيطرة علي أماكن عدة في الوطن العربي يشعلون فيه النار. ويدمرون فيه كل ما تصل إليه أيديهم.
لا أدري كيف نصدق أن جماعة تستبيح قتل الناس. بالعنف الطاغي وبالوحشية المدمرة. أنها لا تمت إلي الإسلام بصلة.. يكفينا دليل علي عدائها للإسلام. وجهلها. به. اعلانها عن نفسها في بداية الأمر. بتصوير عمليات التربح المهين للبشرية. مما يثبت يقينا أنها ما جاءت. وصعدت وقويت إلا بأعداء الإسلام والعروبة لتدميره وأهله. وتمزيق أرضه لصالح قوي خارجية تتربص بالإسلام والعروبة.
شيعة هنا. وعلويون هناك. وسنة في مكان آخر ودرروز في رابع والحرب قائمة. والتخريب مستمر. الاشتعال دائم.. ونحن غافلون مشغولون دائما عما يحدث لنا ويحاك ضدنا.
يقولون أن مصر الجائزة الكبري.. والأمل كبير في خيبة ظنهم. ذلك أن مصر ــ بفضل الله ــ ليس بها مذاهب أو طوائف أو عنصرية أو قبلية وأن جيشها وشعبها يعيشون الشعار الذي رفعته الأمة في بداية القرن العشرين وفي ثورة 1919 وهو ان مصر للمصريين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف