أحالت الحكومة ميزانية العام الجديد إلي مجلس النواب.. وقام المجلس بتوزيع بنود الميزانية علي اللجان المختلفة لتدرس كل لجنة ما يخصها في الميزانية واستدعت اللجان الوزراء لمناقشتهم قبل أن تكتب تقريرا برأيها.
طوال الأسبوع الماضي تنشر الصحف مناقشات اللجان المختلفة مع الوزير المختص.. اللجان عددها كبير.. ولكن في العدد المحدود الذي تم نشره لا يوجد وزير راض عن ميزانيته؟ ويريد زيادتها وربما مضاعفتها!! ويبدو ان الوزير "مش في البلد".. الميزانية أساسا فيها عجز بقدر الربع!!
ربع الميزانية ستكون ديونا جديدة بجوار الثلاثة تريليونات الموجودة حاليا!! وتبقي كارثة إذا كان الوزير لا يعلم ذلك علم اليقين.. "امال ليه زمان" كان الوزير رجل سياسة وليس رجلا مهنيا.. وزير الصحة مش مهم يكون طبيبا ولا وزير الداخلية يكون ضابط شرطة!!
***
وزير واحد رفض الحضور وهو وزير التخطيط والمتابعة وثارت وهاجت لجنة الإسكان والتعمير واعتبرت هذا التصرف لا مبالاة من الوزير وهو أمر غير مقبول علي الاطلاق ورفعت الأمر لرئيس الوزراء!!
ولكن لفت نظري اجتماع وزير الشباب والرياضة مع اللجنة المختصة.. ربما لتعلقي واهتمامي القديم بالرياضة.. قرأت ما نشرته الصحف عن هذا الاجتماع فوجدت "العجب العجاب".. الباب الأول من الميزانية خاص بالمرتبات تم اعتماد 96 مليونا والوزارة كانت قد طلبت من وزارة المالية قبل وضع الميزانية مبلغ 115 مليونا والباب الثاني الخاص بالسلع والخدمات كان المطلوب خمسة ملايين اعتمدت الوزارة 4 ملايين فقط!! هذه فروق بسيطة ممكن الاستجابة لها ولكن لو قفزنا إلي البند الرابع الخاص بالنشاط الاجتماعي!! طلبت الوزارة 539 مليونا زيادة عن العام الحالي وكانت 480 مليونا ولكن الوزارة اعتمدت 470 مليونا فقط.. الموضوع طويل.. ولكن الوزير وقف عند هذا البند باعتبار ان كل مركز شباب سيصرف له خمسين ألف جنيه كل عام فقط!!
وليسمح لي الوزير ان خمسين ألف جنيه كتير علي المركز.. مراكز الشباب في العالم كله عبارة عن ملاعب مفتوحة لأي طفل أو شاب أو رجل أو فتاة أو امرأة.. أي مواطن يمارس الرياضة التي يهواها بلا مجلس ادارة ولا مصاريف موضع شك كبير.. موظيف تابع لادارة الشباب في المحافظة يتولي ادارة المركز ويكون مسئولا عنه كلام كتبناه مائة مرة!!!
ولكن بلا شك ان هذه اللجنة هي الوحيدة التي أعلنت اخبارا سارة.. عودة الجماهير في مباراة الأهلي والزمالك وانشاء ستة استادات عالمية مطابقة لمواصفات الأمن الدولية وسيتم اللعب عليها بالجمهور من الآن.. شكرا للقوت المسلحة.
***
بقي السؤال: لماذا لا تعود افكار زمان.. وكيل وزارة برلماني ووكيل دائم للوزارة ليتفرغ الوزير للسياسة العامة.. لا أدري سبب المعاداة لكل ما هو مفيد من تجارب زمان.