الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. ألم يخطر علي بالك يوم
ألم يخطر علي بال أحد أعضاء مجلس النواب الذين يقرب عددهم من 600 نائب وهو يناقش الميزانية الآن ان يقترح عودة الميزانية إلي شهر يناير بدلا من يوليو.. العالم كان يضحك علينا لموضوعين.. بدء الميزانية في شهر يوليو بدلا من يناير مثل كل بلاد العالم وحكاية الفلاحين والعمال.. تخلصنا من حكاية الفلاحين والعمال باقي العودة إلي بدء الميزانية في يناير مثل كل الشركات والأندية والاتحادات والهيئات بل مثل كل دول وبورصات العالم.. ولا أدري كيف تتم محاسبة الضرائب والجمارك والتمغة وغيرها.. بل لا أدري لماذا لم يفكر وزير مالية واحد في هذا الموضوع.. حكاية غريبة فعلا.. ايضا ولا واحد من كل أعضاء مجلس النواب له تخصص ودراسة في الأمور الاقتصادية والمالية.. بل هناك لجنة متخصصة.. ألم يخطر علي بال أحدهم أن يرتفع بالمجلس إلي مستوي القرارات المصيرية الدائمة ليكتب اسمه في التاريخ؟!
***
ثم كيف تمر حكاية العجز في الميزانية بهذه البساطة.. بل كيف يعرف المجلس رسميا بأن حجم ديوننا وصلت إلي هذا الرقم الرهيب "ثلاثة تريليونات جنيه"!! ولا يناقش الموضوع باستفاضة؟
لست من المتخصصين في المواضيع المالية أو الاقتصادية أو حتي الجبر والهندسة والمثلثات في المدارس!! ولا استطيع ان اقترح حلولا لموضوع القروض.. ولكن هناك قطعا من يستطيع.. ولا أريد ان اكرر ما سبق ان قلته وهو ان الدكتور يوسف بطرس غالي وضع أمامه هدفا هو وضع حل لهذه المشكلة ولو استغرق الحل ثلاث سنوات وبدأ أخذ قرارات بالفعل رغم اعتراض بعض الوزراء وكان أشهرهم صفوت الشريف الذي رفض تنفيذ قرار غلق دارين صحفيتين ولكن بعد شطب ميزانية الدارين اضطرا إلي الموافقة علي الغلق رغم انفهما.
***
المجالس النيابية عادة في كل دول العالم اهتمامها الأكبر هو الميزانية التي يتوقف عليها "استمرار الحياة لمدة عام كامل".. لذلك أريد من المجلس في أول اختبار له ألا يكتفي بتقارير اللجان المختلفة لكي يتخذ قراره ووجهة نظره في الميزانية ككل.. يجب ان نرتفع بمستوي المسئولية ونبحث الموضوع ككل.. نحن الآن نبدأ مسيرة جديدة في تاريخ البلد.. ويجب أن يكون هذا هو الموضوع الرئيسي في مناقشة الميزانية.. نريد ان نخرج عن روتين الذي أوصلنا إلي ما نحن فيه.. فهل هذا ممكن؟ ماخطرشي علي بلك يوم تغيير هذا الروتين القاتل عزيزي النائب!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف