عندما أعطي الرئيس عبدالفتاح السيسي إشارة البدء إلي الاتجاه نحو المناطق العشوائية تغيرت الصورة في مساكن الموت بالدويقة تلك المنطقة التي تصنف من المناطق المهددة للحياة وهي تعد من مناطق الدرجة الأولي طبقاً للمعايير الدولية أي أنها من المناطق غير الآمنة لخطورتها علي الحياة والصحة فجميع المنشآت المقامة فيها غير ملائمة لحياة آدمية.
الحياة لمن كان يعيش فيها من السكان ليس بها أي مقومات تنم عن كون سكانها من البشر فلا مياه شرب نظيفة أو صرف صحي أو كهرباء. مساكن متصدعة بدائية أغلبها بمخلفات مواد البناء.
باختصار شديد "منشية ناصر" منطقة مهددة للحياة من ضمن 26 منطقة علي مستوي الجمهورية بجانب وجود 346 منطقة تصنف بأنها غير آمنة وذلك طبقاً للخريطة القومية التي أعدها صندوق تطوير العشوائيات حتي عام .2012
منذ أكثر من شهر التقينا د. أحمد عادل درويش نائب وزير الإسكان للتطوير الحضر والعشوائيات للوقوف علي خطوات العمل في هذا الملف الشائك الذي تأخرنا كثيراً في إنجاز ما تم خلال السنوات الماضية من دراسات وخطط أعدها منذ عام .2009
الرجل كان واضحاً علي أن الجهود توليها الدولة تستهدف تطوير المناطق غير الآمنة ليس فقط في القاهرة بل في جميع المحافظات وهناك جدول زمني محدد لا مجال فيه للتأخير كما كان يحدث في الماضي. الصورة تغيرت وعلي أرض الواقع ما يتم من عمل يعتبر علامة فارقة فقد انتهي عهد التهميش لهذه الفئات الضعيفة والهدف ليس فقط مجرد توفير المسكن الصحي الملائم للحياة لأنه حق أصيل للمواطن ولكن رسالة من القيادة تؤكد أن المصريين جميعاً في العقل والقلب ولابد من إسعادهم وتحسين حياتهم بكل الطرق.
وحدد شهر مايو موعداً إنتهاء مشروع الأسمرات الذي أقيم بالتعاون مع القوات المسلحة وصندوق "تحيا مصر" وفريق ضخم من المهندسين المدنيين وشركات المقاولات والذي استمر العمل فيه عاماً كاملاً بدون توقف أو تأخير أو عراقيل.
لا أحد ينكر أن المشروع يعد إنجازاً بكل المعايير والمقاييس يجعلنا نشعر بالثقة والتفاؤل لأن الأحلام لم تعد صعبة أو بعيدة المنال والدراسات والخطط لم تعد مجرد أوراق حبيسة الأدراج.
علي أرض الواقع الصورة أكثر من رائعة ترجمت مقولة الرئيس للقائمين علي صندوق "تحيا مصر" عايزين نخلي الشعار حقيقة".
أتمني أن يضع كل مسئول في كل موقع هذه الكلمة نصب عينيه فمصر لن تحيا إلا بالعمل والجهد والاخلاص والتضحية والتعاون وما حدث في الاسمرات من عمل بايد مصرية من الممكن أن ينتقل إلي كافة المواقع وبنفس العزيمة والهمة.
حقيقة العشوائيات ملف شائك لكنه ليس الوحيد في بلدنا هناك العديد من الملفات الصعبة التي تحتاج إلي جرأة واقتحام وتغيير فمن استطاعوا شق الصخر وتحويل الأرض الجبلية إلي مساكن حضارية تضج بالحياة والأمل. قادرون علي فعل المعجزات فقط إن أرادوا وأخلصوا النية حتي نستطيع أن نقول بصدق وداعاً للعشوائيات قبل أن يأت .2030