كنت أتمني أن أصدر مجلداً عن انجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي في عامين.. وفوجئت بأن حجم هذه الانجازات في حاجة إلي وقت طويل.. ولهذا عزمت ـ إن كان في عمري بقية ـ أن أصدر هذا المجلد في العام القادم وفي شهر يونية بإذن الله..
والذي حدث في عامين ـ بكل الصدق أقول ـ أن وعود الرئيس قد تحققت.. فمثلاً مشروع قناة السويس.. وهو عمل جباّر تحقق خلال عام واحد كما وعد الرئيس.. والاعجاز في هذا المشروع لا يكمن في انشاء القناة الجديدة في حد ذاته ولكن لأنه تم بفكر مصري وبأموال مصرية وبدون قروض خارجية ويكفي أن الشعب المصري لبي فوراً دعوة الرئيس لتمويله من خلال البنوك لدرجة انه تم رصد ـ كما هو معروف ـ أكثر من 65 مليار جنيه وهذا هو الاعجاز بالفعل ويكفي انه تم توسعة القناة وأصبحت أمراً واقعاً رائعاً.. والاعجاز الثاني في هذا المشروع هو تحقيق التنمية الاقتصادية علي جانبي ضفاف القناة والذي فشلت في تحقيق كل الحكومات السابقة بما في ذلك أول حكومة عملت في ظلها القناة.. عند افتتاحها.
والعمل الثاني الرائع.. اقامة المؤتمر الاقتصادي الذي أقيم في شرم الشيخ.. وإعجابي بهذا المؤتمر ان حضره خبراء واقتصاديون ومستثمرون.. ليس هذا فقط بل شارك فيه بعض رؤساء الدول ورؤساء حكومات ووزراء.. وقد وضح فيه البانوراما الاقتصادية في مصر بعد سنوات وسنوات من النوم العميق في مسائل الاستثمار فيما قبل 30 يونية.. واستطاعت مصر في هذا المؤتمر أن توضح للعالم امكانيات الاستثمار والمشروعات التي تحتاجها مصر.. وفي رأيي أنه ليس بالضرورة علي الاطلاق أن يبدأ تنفيذ ما طرح من مشروعات في هذا المؤتمر علي الفور أو حتي بعد سنة أو سنتين لأن معظمها إن لم يكن كلها في حاجة إلي دراسات واستعدادات تعد مسبقاً.. وبصرف النظر عن كل هذا يكفي أن دول العالم استجابت لدعوة الرئيس وتم تنفيذ المؤتمر وكان بالفعل شيئاً مفرحاً.. وفي جميع الأحوال فإن هناك عشرات المشروعات بدأ تنفيذها علي ضفاف القناة بالفعل.
نأتي إلي مشروع آخر هو اقامة العاصمة الإدارية الجديدة.. وقد حاولت حكومات سابقة اقامة مثل هذه العاصمة الجديدة.. ولكنها عجزت أو فشلت وبالتالي لم يعد لديها أي تفكير.. ولكن الرئيس السيسي وهو يدرك تماماً أن مصر في حاجة إلي عاصمة جديدة بعد أن شاخت القاهرة وامتلأت بالأبراج السكنية وأصبح عدد سكانها حالياً يقرب من 15 مليون نسمة وتحول كل شيء فيها سواء المرور أو الزحام والتكدس إلي أمر يثير الازعاج فلجأ إلي الإعلان والتنفيذ لإنشاء عاصمة جديدة. وأنا شخصياً أفهم أن التكاليف التي ستكلفها هذه العاصمة سيمكن استردادها من خلال بيع الأراضي والمساكن وخلافه.. وأعتقد ـ ولا أدري إذا كان هذا الاعتقاد صائباً أو غير صائب ـ انه يمكن البدء علي الفور في عمل تقسيمات للأراضي السكنية والإدارية والخاصة بالمواقع المطلوبة للأجانب وبيعها علي الفور.. حقيقة ما قام به الرئيس السيسي شيء رائع بكل المقاييس وقد شاهدت علي شاشة التليفزيون موقعاً رائعاً تم انشاء مدينة سياحية فوق جبل الحلال.. ولا أدري لماذا كان هذا الموقع مختبئاً ولم يفكر فيه أحد.. في يقيني أن هذا المشروع ممكن أن يكون جنة الله علي أرض مصر بل ويمكن أن يكون قطعة غالية تماماً.. لأنها تستحق.
تذكرت كل هذا. وذلك بخلاف المشروعات والانجازات الأخري التي شعر بها الشعب مثل توفير الطاقة الكهربائية بصورة لم تشهدها مصر من قبل وعدم حدوث أزمات في البنزين أو السولار أو البوتاجاز بالإضافة إلي المشروعات الزراعية ووعد الرئيس باعطاء وحدة سكنية لكل من يرغب.
بقيت عدة كلمات.. فالرئيس مهتم اهتماماً بالغاً بالقضاء علي العشوائيات بعد أن انتشرت واستفحلت. ولعلنا جميعاً شاهدنا هذا التطوير المذهل مثل بعض سكان منطقة "الدويقة" التي تجلس علي قمة العشوائيات إلي هذه المنطقة الجديدة "الأسمرات" حيث شوارع مرصوفة وعمارات منسقة ومجهزة وحدائق.. وغيرها.. بصراحة انه انجاز ما بعده انجاز وليت السكان الجدد يحافظون علي نظافتها وصيانتها حتي لو أدي الأمر إلي انشاء شركة لإدارة هذه المنطقة الجديدة.. في الوقت نفسه لابد من توفير وسائل نقل عصرية وكذلك مختلف أنواع الخدمات بحيث تكون مناطق ترغيب لا تنفير.
ولكن.. ففي الوقت الذي يدعو فيه الرئيس إلي العمل الجاد للقضاء علي العشوائيات واقامة مبان ومناطق حضارية نجد أماكن أخري بدأت تزحف إليها العشوائيات. وأقصد في هذا مناطق الساحل الشمالي الممتد من الكيلو 21 حتي مرسي مطروح. فبخلاف القري السياحية وما فيها من "عك" وحجب البحر عن الناس.. هناك المناطق العادية الأخري وقد زحفت بالفعل إليها العشوائيات حيث قام الناس بالبناء كما يحلو لهم.. دون أن يجدوا من يوقفهم أو من يمنعهم عن البناء العشوائي وبالتالي أصبح لايوجد فيها شوارع مرصوفة أو واسعة لدرجة أنه لا يمكن لعربة مطافئ مثلاً أن تدخل أي من شوارع هذه المناطق لضيقها بل والأكثر من ذلك فإن هيئة حماية ممتلكات المجتمعات العمرانية الجديدة.. توقفت عن تقنين أراضي وضع اليد.. وبالتالي راح كل من وضع يده علي قطعة أرض أن يفعل فيها ما يشاء بدون أي رقابة وفي غياب هندسي كامل.. وبالتالي تحولت معظم إن لم يكن كل هذه المناطق إلي عشوائيات.. ثم بعد ذلك نصرخ من انتشار العشوائيات.. بصراحة متي يستيقظ المسئولون في هيئة المجتمعات العمرانية!!