المساء
ايمن عبد الجواد
باختصار - قمة الفرصة الأخيرة
الجامعة العربية كانت حلماً كبيراً للأمة ونموذجاً فريداً أوحي لأوروبا بفكرة إنشاء "الاتحاد الأوروبي"..
وكثيراً ما سألنا أنفسنا: لماذا نجحوا. ولماذا فشلنا؟! ولماذا يتوصل الفرقاء والأعداء الي صيغ للتعاون الأمني والاقتصادي. بينما يفشل الأشقاء الذين يتغنون طوال الوقت بعروبتهم وقوميتهم؟!
لقد أضاع العالم العربي الفرصة تلو الأخري للوحدة والتضامن منذ تأسيس الجامعة العربية قبل سبعين عاماً وكأننا كنا ننتظر أن يأتي الطوفان وأن نصبح علي شفاجرف هار حتي نفيق من غفوتنا الطويلة وندرك أننا كالجسد الواحد إذا شكا منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي وان الخطر الذي يهدد الأشقاء هو في واقع الأمر يهددناجميعاً.
ومخطيء من يتصور ان مخطط استهداف الأمة بدأ مع ثورات الربيع العربي أو حتي بغزو العراق وتدمير سوريا واشاعة الفوضي بليبيا واليمن أو بزرع الجماعات الارهابية في بلداننا للقضاء علي ما تبقي من أمننا واستقرارنا.
إننا سقطنا في فخ أعدائنا الذين انتظروا الفرصة طويلاً للانفراد بنا الواحد تلو الآخر يوم أن تخلينا- بمحض إرادتنا- عن مشروعنا القومي الذي كان الظهر والسند في عالم يموج بالصراعات ولا مكان فيه للضعيف والصغير.
الآن وبعد مرور سبعة عقود بالتمام والكمال نصحح هذا الخطأ. فقد جاءت قمة شرم الشيخ التي اختتمت أعمالها الليلة الماضية استثناء من القمم السابقة- أو معظمها- سواء بحجم التحديات التي تواجه الأمة أو بالقرارات التي صدرت عنها وكانت بمثابة أحلام بعيدة المنال.
قمة شرم الشيخ أعادت للجامعة العربية أهميتها ودورها في لم شمل العرب وتوحيد كلمتهم ومواقفهم بعد طول غياب. وليدرك الجميع أنها فرصتنا الأخيرة للتكتل أمام وضع بالغ الصعوبة والأهمية. فلأول مرة في تاريخنا تأتي القمة والمخاطر تتربص بالجميع دون استثناء.
ما تحقق- أو بالأحري ما صدر من قرارات فاق كل التوقعات ويتبقي توافر الارادة لتنفيذها. خاصة فيما يتعلق بتشكيل قوة عربية مشتركة لمكافحة الارهاب والتدخل السريع في مناطق الصراع لنفرض هيبتنا علي من يتربصون بنا ليل نهار.
سر نجاح الاتحاد الأوروبي في تصوري هو سر فشلنا.. هم اعتمدوا في علاقتهم علي المصالح بينما استغرقنا نحن كثيراً في الحديث عن الأخوة وترديد الشعارات والأغاني التي تدغدغ المشاعر وتخدر العقول. ولم نقم بعمل مشترك يفيد شعوبنا ويحفظ هويتنا.. وهو واقع حان الوقت لكي يتغير ونحن نحتفل بالذكري السبعين لانشاء الجامعة العربية.
تغريدة:
الأصل في الاتفاقيات أنها تحقق مصالح طرفيها- أو أطرافها- فلا يمكن لطرف أن يحقق كل شيء علي حساب الآخر.. عن اتفاقية سد النهضة أتحدث.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف