تختلف الطرق والأساليب التي يتبعها من انعدمت ضمائرهم وأعماهم المال خاصة الحرام عن الشعور بالبسطاء والغلابة ومن هم أولي بالرعاية والذين تبذل الدولة قصاري جهدها لتحقيق معيشة طيبة لهم والذين ضحك عليهم شياطينهم لا يدركون ذلك وكل ما يهمهم هو انتفاخ جيوبهم بالمال وارتفاع أرصدتهم في البنوك حتي ولو كان ذلك علي حساب الغلابة.
من بين من ضلوا الطريق وانعدمت ضمائرهم ثلاثة من العاملين علي سيارة تابعة لوزارة التموين تحمل أرقام "ع. د. ب 4241" والذين قاموا بنقل كمية من السلع الغذائية المدعمة والتي من المفترض أن الدولة تقدمها للبسطاء ومحدودي الدخل والأكثر احتياجا إلي سيارة أخري تحمل رقم "ص. ع 8261" تمهيدا لبيعها في السوق السوداء بضعف ثمنها.
فور تلقي اللواء حسن زكي مساعد الوزير مدير الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة هذه المعلومات قرر علي الفور تشكيل فريق عمل من ضباط الإدارة وملاحقة السيارتين المشار إليهما وتبين صحة الواقعة وأن وراء ذلك كل من خالد. ر قائد السيارة الأولي وهي تابعة للشركة العامة لتجارة الجملة ومحمد س. ع مالك إحدي كلا شركات المنتجات الغذائية "قائد السيارة الثانية" والمدعوه فايزة أ.م أمينة عهدة باحد المجمعات الاستهلاكية التابعة للشركة العامة لتجارة الجملة.
ألقي رجال التموين القبض علي معدومي الضمير الثلاثة واعترفوا بالاتفاق معا علي الاستيلاء علي المال العام وحرمان الغلابة من أبسط حقوقهم وهي شراء السلعة المدعمة من الدولة وتبين أنهم قاموا بنقل 300 كرتونة دواجن من الثلاجة الرئيسية لحفظ المجمدات الغذائية التابعة للشركة العامة لتجارة الجملة بالحوامدية علي ذمة نقلها إلي المتهمة الثالثة فايزة لبيعها لجمهور المستهلكين بالسعر المدعم ولكن قام السائق الأول بتسليم 50 كرتونة للسائق الثاني كي يقوم ببيعها في السوق السوداء وذلك بمنطقة الاباجية بالقاهرة والتحصل منه علي مبلغ مالي يقتسمه الأول والثالثة فيما بينهم.
الغريب أن المتهمين اعترفوا وبأعصاب باردة بالواقعة ومن المؤكد أنها ليست المرة الأولي التي يرتكبون فيها هذا العمل المؤثم ولم يراع هؤلاء حرمة الشهر الكريم ولم يكتفوا بما سرقوه ونهبوه طوال العام ولم يعطوا لأنفسهم الفرصة للتوبة والتقرب من الله في هذا الشهر المبارك الذي تعهد رب العزة أن أبواب الرحمان والغفران تكون مفتوحة فيه علي مصراعيها وتتقبل فيه أعمال الخير بعشر أمثالها.. أمثال هؤلاء الذين عرفوا السبيل إلي امتلاء بطونهم بالأموال الحرام من الصعب أن يعرفوا الطريق إلي الكسب الحلال ولم يدر في خيالهم حجم الجريمة التي يرتكبونها.. فهم يحرمون البسطاء والغلابة من لقمة عيش هم في أمس الحاجة إلي الحصول عليها بأرخص الأسعار ولأن الله سبحانه وتعالي علام الغيوب يساند دوما عباده رقيقي الحال فقد كشف أمر تلك العصابة التي ملأ الجشع قلوبهم وألقي القبض عليهم لينالوا ما يستحقون من عقاب في الدنيا وحسابهم عند الله يوم الحساب.