المساء
السيد العزاوى
أهل الإيمان
هذا رجل من بني سلمة.. واسمه أبواليسر كعب بن عمرو بن عبادة الانصاري وأمه نسيبة بنت الأزهر بن مري وهي أيضاً من بني سلمة.. وقد اسلم أبو اليسر وكان شديد العطاء في الله قوي العزيمة في الجهاد لم يعرف الفتور في أي لحظة وهو يقاتل في سبيله وقد حرص علي كل المشاهد في الغزوات مع رسول الله - صلي الله عليه وسلم- وقد شهد بدراً مع رسول الله فأبلي بلاء حسناً وكان عظيم العطاء يوم بدر وغيره من أيام الغزوات التي ادركها في حياته ومن المواقف التي سجلتها كتب السيرة والتراجمة لهذا الصحابي في غزوة بدر ويتمثل هذا الموقف في أنه هو الذي أسر العباس بن عبدالمطلب عم الرسول - صلي الله عليه وسلم-.
أبواليسر ظل مجاهداً مع رسول الله في كل المشاهد ويضاف إلي رصيده من المواقف انه في يوم بدر أيضاًَ قد انتزع راية المشركين من أبي عزيز بن عمير حيث كان بيده وقد جاء ذكر اسمه علي لسان ابن اسحاق حين كان يذكر اسماء من شهد بدراً حيث كان هذه الغزوة هي الفاصلة في تاريخ المسلمين فقد كانت أعدادهم قليلة بينما أعداء المشركين خصومهم كبيرة لكن الإيمان القوي في صدور المسلمين والعزيمة التي امتلكت وجدانهم هي التي جعلتهم يخوضون المعركة دون أي اعتبار لقوة أعدائهم فكان النصر من عند الله رغم عدم تكافؤ القوتين "ولقد نصركم الله يوم بدر وانتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون".
تلك هي السمات الأساسية لأهل الإيمان من هؤلاء السابقين في الإسلام تركوا سجلا حافلا بالعطاء والمواقف متعددة الجوانب المشرقة وكانوا بحق نماذج في العطاء والقدوة الحسنة ولا غرو فهؤلاء قد قال عنهم أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.. وقد أطال الله في عمر أبي اليسر وشاءت إرادة الله أن يشهد يوم صفين مع الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- وكرم الله وجهه وقد ظل أبواليسر علي هذه المسيرة متغلباً علي ظروف وكل تقلباتها من اليسر والعسر وقد من الله عليه بالمال وكان لا يبخل عندما يطلب منه أي فرد دين وكان سمحاً في تعاملاته ويقول عون بن عبدالله بن عتبه: كان لأبي اليسر دين علي رجل وعندما ذهب إليه للحصول علي هذا الدين واسترداده فعندما اخبرت الجارية سيدها بحضور أبي اليسر لمقاضاته قال لها: أخبريه بانني غير موجود. لكن أبا اليسر سمع هذا الحوار مع الجارية حيث كان قريباً من مجلس الرجل المدين هكذا شاءت الظروف دون ترتيب من أبي اليسر او اقتحام المجلس الرجل أو تلصص عليه- وهنا قال أبواليسر للرجل أخرج فقد سمعتك وعلي الفور خرج الرجل والتقي مع أبي اليسر وقد دار حوار بين الرجلين.
كما يلي:
- أبواليسر: ما الذي حملك علي ماصنعت وقولك للجارية بانك لست حاضراً؟
- الرجل: العسرة وضيق ذات اليد!!
- أبواليسر.. أبا لله انت صادق؟
- الرجل: نعم. وهناك قال أبواليسر: اذهب فلك ما عليك. ثم قال: أني سمعت رسول الله - صلي الله عليم وسلم- يقول: من أنظر معسراً أو وضع له كان في ظل الله يوم القيامة أو في كنف الله عز وجل.. حقا لقد كان أهل الإيمان نماذج في الامتثال لأوامر الرسول ولذلك صاروا نجوماً في نشر الإسلام ووسطيته واعتداله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف