جلاء جاب اللة
خارطة طريق جديدة .. تحتاجها مصر
جاء رمضان فتوارت خلفه قضايا كثيرة.. حتي ان الحديث عن انجازات عامين من عمر مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لم تأخذ حقها من الاهتمام الاعلامي.. هذه الانجازات في حاجة الي ابراز وأن تصل الي الانسان البسيط لتمنحه الأمل في الغد وتشعره بالأمان في المستقبل.
أشياء كثيرة غابت مع بدء الصوم لكن تبقي مصر دائما هي الهدف وهي الامل.. لذلك كانت نظرتي الي رمضان هذا العام مختلفة بعض الشئ حيث شعرت ان رمضان فرصة حقيقية لنبدأ صفحة جديدة مع النفس.. صفحة جديدة مع أنفسنا ومع بعضنا البعض.
أزمة مصر هي الانسان
وحل مشاكل مصر كلها من الانسان المصري
وأقوي سلاح تملكه مصر هو الانسان
وأفضل وديعة أودعها الله في مصر هي الانسان
ولكي نصل إلي مانريد علينا أولا بالانسان المصري
تعليما .. وصحة .. وتربية .. وعملا ..
الانسان المصري يجب ان يكون هو الهدف.. لذلك فإن مصر تحتاج خارطة طريق جديدة هدفها الاساسي هو الانسان المصري.
لقد نجحت ثورة 30 يونيه من خلال تنفيذ خارطة الطريق والوصول الي مجلس نيابي يحمل عبئا كبيرا ويتحمل مسئوليات جسيمة.. ومع بدء العمل البرلماني الحر في مصر تكون خارطة الطريق الأولي في مصر الثورة قد نجحت.. الان نحن في حاجة الي خارطة طريق ثانية هدفها هو الانسان. خارطة طريق تحدد ببساطة شديدة احتياجات الانسان المصري لكي يعيش كريما في وطنه. انسانا كرمه الله سبحانه وتعالي.. فوجب علي الدولة أن تكرمه من خلال خطة واضحة المعالم واستراتيجية متكاملة تضمها خارطة المستقبل الجديدة.
لا استطيع ان اتجاهل حق الانسان في الحرية والديمقراطية.. وحقه في التعبير عن رأيه بسلمية ولكن قبل هذا او معه.. لابد من استكمال الحقوق الاساسية وأولها حق العيش بكرامة.. فلا يمكن ان يعيش انسان بكرامة وهو لايجد عملا والأدهي والاخطر أن يكون له عمل ووظيفة ويكون دخله الشهري أقل من احتياجاته الاساسية بكثير.
لا أقول في شهر رمضان فنحن شعب يتعامل مع شهر العبادة بطريقة اجتماعية استهلاكية تصل أحيانا إلي الاسراف البغيض.. ولكن أقول ان دخل أي انسان من عمله الشريف الذي يؤديه علي خير وجه يجب ان يكون حافظا لكرامة في مسكن مناسب وطعام صحي آدمي ونظافة وكهرباء وماء وصرف صحي..!!
انها اساسيات الحياة والعيش الكريم.. واذا كانت خطة الرئيس السيسي والتي بدأت تظهر آثارها ونجنيها في بناء شقق الاسكان الاجتماعي قد بدأت أو اقتربت من جني الثمار.. فإنها البداية خاصة تطوير العشوائيات.
من حق كل انسان ان يعيش حياة كريمة هانئة يجد مكانا في المستشفي اذا اصابه المرض أو احتاج علاجا.. ويجد ابنه مكانا في المدرسة ليتعلم ويدرس ويكون انسانا صالحا مفيدا للمجتمع.. وعندما يتخرج يجد وظيفة أو عملا مناسبا يعيش من دخله عيشة كريمة.
أعرف أننا لسنا في المدينة الفاضلة ولكن يمكن بالقانون ان نحقق هذا كله.. عندما يسدد الأغنياء حق الدولة في الضرائب التي ستكفي حاجة الفقراء..!!
عندما يقال ان اعلانا تليفزيونيا تكلف حوالي 60 مليون جنيه فليس لدينا اعتراض علي ذلك بل من حق كل شركة أو جهة أن تعلن عن نفسها وعن منتجاتها كما تريد وبما تريد ولكن أين حق الدولة؟
لو سددت الشركة ضريبة ما صرفته علي الانتاج ولو حتي 15% سيكون 9 ملايين جنيه وهي تكفي وحدها لسداد كل ديون الغارمات في مصر واللاتي يقضين عقوبة السجن لعدم قدرتهن علي السداد..!!
عندما نقرأ أن هناك كيلو لحما يباع بحوالي 700 جنيه "كيلو واحد بسبعمائة جنيه" وانه يباع بالطلب لان المعروض أقل من المطلوب.. فليس لنا تعليق علي ذلك ولانرفضه فمن حق من يملك مالا أن يشتري ما يريد بما يريد مادام لايضرني حتي لو اشتري حماما وجعله يطير في الفضاء فمن حكم في ماله ما ظلم..!!
ولكن اين حق الدولة وأين حق الفقراء؟
من حقك ان تعرف مانريد مادمت تملك هذا المال وفي حلال.. المهم ان تدفع حق الدولة وحق الغلابة في مالك الذي رزقك به الله عندما يدخن أحدهم حجر شيشة بحوالي 150 جنيها فلن اقول ان ذلك سفه او تبذير.. بل أقول هذا حقه.. ولكن يدفع ضريبة هذا الانفاق ليصرف علي الفقراء في التعليم والصحة والمسكن وكل احتياجاتهم..!!
هذه هي آليات تنفيذ خارطة المستقبل.. من حق الدولة في الضريبة.. وفي الانتاج بحيث يكون هناك نسبة من كل انتاج لصالح صندوق خارطة المستقبل.
مصر كلها متفائلة بنتائج خارطة المستقبل الأولي والتي ظهرت بوادرها في انجازات عامين.. وهي انجازات كانت تتحقق في أكثر من عشرين عاما.. وخارطة المستقبل الثانية تحتاج انجازات أخري خاصة في الصحة والتعليم والمشروعات الانتاجية سواء كانت صغيرة أو متوسطة أو كبيرة.. فالانتاج هو الحل وهو أهم أدوات وآليات تنفيذ خارطة المستقبل.
.. محاربة الفساد ليست مهمة الأجهزة الرقابية وحدها.. بل هي مهمة المجتمع كله.. وتلك أيضا إحدي أهم آليات خارطة المستقبل.. لان الفساد اصبح له ألف وجه ووجه.. وخير مثال علي ذلك ما حدث في تسريب الامتحانات.
الغش لم يعد جريمة في نظر بعض الصغار.. بل هو أمر طبيعي.. بل سمعت حوارا بين أطفال يقولون فيه ان الغش تعاون بين التلاميذ أي جعلوه أمرا جيدا وليس عيبا او حراما.. أو جريمة في حق المجتمع.
الغش والفساد يحتاجان الي خطة تربوية واعلامية اجتماعية لمواجهتهما من نفوس البشر.. فالفاسد لديه الف مبرر لفساده.. والغشاش لديه ألف مبرر لغشه.. بل ان الفاسد والغشاش ينجحان أحيانا في اقناع البعض من أنهما ضحيتان وليسا مجرمين!!
مصر تريد بل تحتاج خارطة مستقبل جديدة تضع نصب اعينها الانسان المصري البسيط.. تعالجه من حالة التوتر والقلق والخوف والاكتئاب بل والانفصام.
من يتابع مسلسلات رمضان يجد ان المرض النفسي هو القاسم المشترك بين معظم هذه المسلسلات وسلبيات أخري.. ولكن لهذه المسلسلات مقالا آخر.
همس الروح
** ليس مهما كم قرأت من أجزاء القرآن الكريم لكن المهم كم تدبرت وكم وعيت وكم فهمت!
** لتعرف ماذا استفدت من رمضان.. راقب نفسك كم جائعا أطعمته.. كم محتاجا ساعدته.. كم يتيما رحمته.. كم مسيئا سامحته.. هل وصلت رحمك.. وبررت بأهلك؟ ساعتها ستعرف هل استفدت من رمضان والقرآن أم لا؟
** جملة أعجبتني : لو عشت حياتك كأنك في رمضان ستجد آخرتك عيدا.
** جملة أخري أعجبتني :
علي حسب قدر السلعة يكون مكيال وزنها.. الحديد يوزن بالطن والفاكهة بالكيلو.. والذهب بالجرام.. والماس بالقيراط.. أما أعمال الآخرة فتوزن بالذرة.
قال سبحانه وتعالي "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره".
سلعة الله غالية .. سلعة الله هي الجنة .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
** أفضل الأعمال في رمضان هو الورع عن محارم الله.