في المغرب هم مهمومون مثلنا بالإعلام.. وما يلقي علي الناس من أفكار وما يترسب في أذهانهم من قيم قد تبني أو تدمر أجيالا وحتي تأتي الشاشة الصغيرة ومعها الإذاعة ومهنة القلم بالخير. آلت جامعةابن زهر علي نفسها مهمة عقد مؤتمرات متتاليات بهدف الوصول لإعلام هادف وللمرة الثالثة تلقيت الدعوة للحضور والتفاعل مع المنتدي الدولي للإعلام بأغادير والذي اختار هذا العام ان تدور مناقشاته واقتراحاته وتوصياته حول تحديات الإعلام بأفريقيا والدول العربية.
داخل قلوبهم
ولأنها مصر في قلب المملكة المغربية.. يعشقها المغاربة ويأتيك حبهم من لحظة وصولك المطار فمجرد قراءة كلمة مصري علي جواز السفر تعني تأشيرة دخول لقلوبهم وابتسامة عريضة علي الشفاة وأحاسيس دافئة تقربك منهم فما بالك انك بالفعل قريب.. انه الانطباع الأول.. الذي يبقي ويدوم طوال رحتلك في هذا البلد الجميل.
ولأنها مصر.. كانت الوجوه والحضور المصري مكثفا في المنتدي والمدعوون من بلاد شتي لبنان وفلسطين والجزائر وموريتانيا وقطر وبلاد شاركت بوفود كثر عددها أو اكتفت بممثل عنها.. إلا انها جميعا اهتمت بذات القضية.
تابعت المنتدي بالحضور وزيرة التعليم العالي وشاركت في الحوارات ووضع الحلول كما التقينا ورئيس جامعة ابن زهر الدكتور عمر حلي وهو أحد عشاق مصر وآدابها وفنونها في أزهي سنواتها.. وذلك الوجه البشوش الذي يزيد من قدرة التفاف طلبته حوله وحبهم له الدكتور حسن حمائز المشرف علي ماستر التحرير الصحفي والوجه الذي ألفه الملتقي وألف هو زواره ورواده دريس بوريحان صاحب التنظيم والضبط والربط.
تأثير.. كبير
كان لي شرف اختياري لإلقاء كلمة بالنيابة عن كل الوفود المشاركة من مختلف البلاد وتمثيلهم في الرد علي منظمي المنتدي ثم تتابعت محاضرات وأوراق وورش عمل.. كان نصيبي منها أن ألقي بورقة عمل حول "آليات التسويق الإعلامي ودوره في التأثير علي الوعي".
انه ببساطة واختصار تأثير الإعلام والتسويق علي الوعي والعقل ورأيت ان أول عملية تسويق حدثت مع بدء الخلق.. قامت بها حواء حسب الأسطورة حين ألقت في ذهن آدم فكرة أكل التفاحة فاقتنع بالعرض وباع الخلود مقابل تفاحة وسواء كانت حواء أو الشيطان هو الذي وسوس لهما فهي حالة اقناع اعقبه اقتناع وتسويق فكره كما ان هناك ايضا تسويق الشخصية وتتجلي واضحة في صناعة نجم.. يروجون له وحوله وهي مهنة لها من يمارسها ويطلق عليها صانع النجوم.
ذكري.. حلوة
وتمتليء القاعات بالكلمات والحوارات وتوضع التوصيات وتبقي في الذهن ذكريات..لمدينة ساحلية رائعة.. انها أغادير الأقرب شبها في مصر لمدينة "الجونة" بهدوئها ونظافتها وسياحتها الراقية والمارينا.. الساحرة واليخوت المبهرة والبشر الذين هم أروع من أي مشهد.. وأقرب من كل ذكري.