المستشار محمد محمد خليل
المصـــــــري فخــــر الوطـــــــــن
من عاداتي منذ زمن بعيد ـ وأنا اسبح مع القراءة ـ ان اهتم بمن يعجبني فكره وأسلوبه وأعماله الكتابية عامة وينصب هذا الاهتمام مع البحث عن كل اعماله البحث ـ ايضاَ ـ وراء كل ما يمس الكاتب أو الشاعر ومتابعة كل اخباره المقروءة أو المسموعة. اسأل عنه كل من يعرفه.. ومن هو قريب منه.. حدث ذلك مع كتاب كثيرين في مؤسسة التحرير.. حدث مع الاستاذ المفكر المتزن والكاتب المبدع الاستاذ مؤمن الهباء والكاتب الصحفي الرائد الاستاذ محمد العزبي سألت عنهما زملاءهما وتلاميذهما وعرفت اخلاقهما وعشق القراءة والبحث عن المعرفة وجدية العمل الصحفي وحبه ومنهم ـ ايضاَ ـ الاستاذ محمد أبوكريشة. عرفته من متابعة ما يكتبه في مجلة حريتي وشدتني مقالاته الصحفية المتنوعة بأسلوبه السريع وبساطة العبارة للتعرف عليه أكثر سألت عنه كثيرين. اسمعوني عنه حديثا جعلني احرص علي تتبع كتاباته واحب شخصه وكان مما سمعته عنه انه رجل استطاع ان يعبر بجريدة الجمهورية مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير إذا كان مديراً للتحرير تعامل مع زملائه بهدوء وحب وتحمل معاناة شديدة ولم يصدر منه أية هفوة تغضب أحداً مهما كان صغيرا أو كبيرا.
أضاف بعضهم انه رجل كريم ممن يطلق عليهم "شيخ عرب" يدفعه كرمه إلي الاحتفاء بزملائه وأصدقائه.. وفي 29/5/2016 صدر العدد الجديد من مجلة حريتي وبدأت ـ كعادتي ـ قراءة مقال رئيس التحرير ومقال الاستاذ محمد أبوكريشة الذي اصابني بصدمة وطنية لم اتوقعها من صاحب القلم الرشيق هذه الصدمة باعثها ما جاء في المقال تحت عنوان "لو بص حيبطل رقص" في الاسطر التالية:
الشرطة في مصر الآن جامع قمامة "زَبَّال" الشعب "يزبل والشرطة تشيل" والإنسان المصري الآن وبكل اسي وآلم اخطر ملوثات البيئة في هذا الوطن.
وصف المصري انه يزبل مثل الحيوان صاحب الزبل وانه اخطر ملوثات الوطن ذلك شيء محزن لا تتحمله وطنية أي إنسان.. لا شك ان من بيننا من لم يعرف قيمة الوطن وكيف يحافظ علي مقدراته. أو يسع لرفعة شأنه.. هؤلاء الاشخاص يوجدون في أمم كثيرة ان لم يكن في كل الأمم والشعوب ولا شك انهم قلة لا يحسبون بجانب محبي الوطن والمخلصين له لكن التعميم الذي ورد بالمقال يقطع ـ في رأي صاحب المقال ـ بأن المصريين جميعاً اصحاب زبل شأنهم شأن الحيوانات وانهم اخطر من يلوث الوطن.. ليته قال بعض المصريين فيكون في حكمه شيء من الصدق والانصاف أما التعميم فيؤدي دائما إلي الاحكام الخاطئة فلا وألف لا وهو ما لم أكن اتوقعه من كاتب كبير مثل الاستاذ محمد أبوكريشة.. لن أذكره بالمصري الإنسان الذي علم الأمم الحضارة وبالشعب الذي استقبل الإسلام خير استقبال وسانده في حروبه الفاصلة في صد التتار عن تخريب العالم وضد الصليبيين عن تخريب بيت المقدس. المواطن المصري منه العلماء والأدباء والمفكرون في العصر الحديث منهم محمد عبده ولطفي السيد ومصطفي كامل وسعد زغلول وعلي محمود طه وأحمد شوقي. وحافظ إبراهيم وعباس العقاد وطه حسين وطلعت حرب ومصطفي النحاس الذي مات ولم يملك سوي قطعة أرض بور بمدينة سمنود واشتراها تاجر مواشي وتاجر قماش حتي تقام له مقبرة وهو زعيم الأمة منذ سنة 1927 حتي سنة ..1952 مصر أنور السادات الذي استطاع ان يحقق أول نصر للعرب علي اليهود واعاد شبه جزيرة سيناء إلي حضن الوطن بمجموعة من الأوراق. مصر الشيخ شلتوت والشعراوي وقبلهما مصطفي عبدالرازق. مصر خالد محمد خالد ونجيب محفوظ وأحمد زويل وطابور طويل ممن ساهم في الحضارة العربية الحديثة وقبلهم الاجداد الذين ابهرت أثارهم العالم كله حتي الآن.. أليس هؤلاء جميعاً مواطنين مصريين.. استاذ أبوكريشة التعميم لا يليق بمفكر كبير في حكمه علي الشعوب التي ترقي بالأوطان.. وما الوطن إلا شعب يحبه وأرض ينعم في ظلها.