عبد الرحمن فهمى
نظرة مبدئية علي دراما رمضان
في عالم الفن والدراما عموماً هناك ما يسمي بـ "التيمة".. ما هي "التيمة"؟؟؟.. ممكن أن تقول إنها موضوع الفيلم أو المسلسل في كلمات قليلة.. ممكن أن تقول إنها الفكرة التي يدور حولها العمل الدرامي.. والتيمة الواحدة ممكن صياغتها بعشرات الطرق المختلفة.. مثلاً رواية "البنتاجون".. "سيدتي الجميلة".. تيمة واحدة تمت ترجمتها إلي عشرات المسرحيات والمسلسلات والأفلام بكل لغات العالم.. وغيرها.. إجازة في سبتمبر.. الحب الضائع.. دكتور جيكل ومستر هايد "عادل إمام ويسرا وعزت العلايلي" في فيلم الإنس والجن.. طبعاً ترجمة مختلفة ولكن نفس الفكرة.. نفس التيمة.
هذا الموسم ــ بعد ثلاثة أيام فقط ــ تشعر بفقر شديد في "التيمات".. نفس التيمات القديمة وكان أهمها وأظهرها مسلسل "مأمون وشركاه".. ومنذ سنوات قليلة.. مازال الجمهور يذكر مسلسل "البخيل وأنا" لفريد شوقي.. قد تكون الوقائع متغيرة تماماً.. ولكن عادة تصرفات البخيل واحدة بل وكلماته ووجهة نظره في كل أمور الحياة واحدة.. وكان من الصعب علي أستاذ السيناريو والحوار "الباقي لنا" يوسف معاطي كان من الصعب رسم صورة مختلفة للبخيل.. فالبخيل في كل أنحاء العالم وبكل لغات العالم كلماته وتصرفاته واحدة.. من الصعب ان لم يكن من المستحيل تبديلها وكذا تصرفاته.. فكان هذا هو المأخذ الأول ويارب يكون الأخير للمسلسل الذي يشاهده كل الناس.. فهو يجمع خير سينارست مع الزعيم.
***
فقدنا وخسرنا كتاب الدراما الكبار أسامة أنور عكاشة ومحمد صفاء عامر ومحمد جلال عبدالقوي ومحفوظ عبدالرحمن ويسري الجندي ومحمد الغيطي الذين قدموا المجتمع بكامل فئاته.. فإذا بمعظم مسلسلات هذا العام تتشابه في الموضوع والمعالجة وبنفس النجوم.
نيللي كريم فتحت الطريق في الموسم الماضي في مسلسل "تحت السيطرة" الذي جذب الناس فعلاً حينما جسدت المدمنة ــ وهي تيمة قديمة جداً ــ بعد أن تعرضت في حياتها لمحطات صعبة للغاية شدت المشاهدين فانتهي بها الأمر داخل مصحة علاجية.
هذا الموسم.. دخلت كل النجمات الكبار إما الخانكة أو العباسية.. نيللي كريم "كابتن بالأقدمية" في "سقوط حر" دخلت المستشفي هذا العام أيضا بعد أن قتلت شقيقتها وزوجها وتتقمص دور الجنون وتعيش فيه كعادتها حتي وصلت إلي التبول علي نفسها مثل سعيد صالح في فيلم "زهايمر".. غادة عبدالرازق تم تدبير جريمة لها أدخلتها مستشفي العباسية وبرعت غادة في مشاهد الصراخ والكآبة ولكن لم تصل إلي "حبكة" الكابتن نيللي كريم.
حتي يسرا تقدم الآن دور مريضة نفسية ومن أول مشهد من طلتها الأولي أمام الكاميرا تخطر المشاهد بأنها مصابة بخلل نفسي ثم الاتهامات تلاحقها وهي تحاول الهرب بالفوز بمقعد في مجلس النواب وتستمر في محاولتها حتي يصل بها الأمر إلي أن تقتل الطبيب النفسي الذي يعالجها!!! قبل أن يكتب تقريره وتنضم يسرا لزميلاتها.. فالموضة هذا العام هو الخانكة والعباسية!!! أخشي ما أخشاه زيادة عدد المرضي بعد انتهاء شهر رمضان!!