عبد الرحمن فهمى
لماذا سقطت الرياضة من "أسفل القفة"!
لماذا سقطت الرياضة من "أسفل القفة".. "قفة جوائز الدولة" التشجيعية؟.. الرياضة إحدي مؤسسات الدولة الهامة للغاية.. بل الرياضة هي الذراع اليمني لأكثر من وزارة.. مثل الصحة.. فالرياضة هي التي تبني الجسد القوي الذي لا يحتاج لمستشفي أو دواء.. وتساعد التعليم في كل مراحلها.. العقل السليم في الجسم السليم.. والرياضة خير دعاية لمصر في الخارج.. الدعاية التي يحققها بطل أو بطلة في المنافسات والدورات الرياضية في الخارجأكبر مما تستطيع أن تحققه أية سفارة.. ولا هيئة الاستعلامات مجتمعة.
والرياضة لا تقل عن الفن.. إذا كان الفن يقرب بين الشعوب فالرياضة تقرب أكثر بالمنافسات بين الفرق والأبطال في كل أنحاء العالم بين مختلف الشعوب في بطولات سنوية وشهرية محددة مواعيدها لسنوات قادمة.. الدول التي تقترب من الأدوار النهائية يسافر رؤساؤها إلي الدولة المستضيفة للبطولة بأقصي سرعة.. وعادة بدون دعوة.. لتشجيع الفرق والأبطال.. وعادة السفر والإقامة علي نفقة نفس الدولة.
في إحدي بطولات كأس العالم.. حينما وصلت المانيا إلي المربع الذهبي سافرت رئيسة الوزراء ميركل في نفس اليوم إلي جنوب افريقيا.. ولم تصل المانيا إلي المباراة النهائية فعادت فوراً وطالب البرلمان الألماني تحمل ميركل كل هذه المصاريف الباهظة من مرتبها!!! السفر من برلين إلي جوهانسبرج يستغرق 17 أو 18 ساعة في الجو.. إذا كان السفر مباشرا.. الخط الوحيد المباشر من جنوب افريقيا إلي شمال القارة هو خط القاهرة جوهانسبرج والعودة غير ذلك هناك أكثر من ترانزيت في أكثر من مطار وتصور أنت التكاليف والتعب الذي عانته رئيسة وزراء المانيا من أجل مباراة كرة ثم تسقط الرياضة من "قفة جوائز الدولة"!!! عجبي!!!
في مونديال 1954 بسويسرا.. عندما فازت المانيا علي المجر وأحرزت كأس العالم لأن بوشكاش المصاب أخفق في إحراز هدف من ضربة جزاء.. ظلت ألمانيا لمدة عام كامل تهتف هتافا واحدا "المانيا فوق الجميع"!!! وعندما نجح محمود زين الدين في استضافة فريق المانيا بكل نجومه الكبار ليلعب مباراة واحدة في ملعب الأهلي وفازت مصر "2/1" فطار عبدالناصر من الفرحة وكانت هذه المباراة سبباً في بناء استاد القاهرة وادخال التليفزيون في مصر!!! فقد كان الكلام انه حرام ألا تملك مصر استادا عالميا لمثل هذه المباريات وحرام ألا تسجل مثل هذه المباريات للأجيال القادمة ثم تقول لي: نكرم الفن ولا نكرم الرياضة عجبي!!!
***
وإذا كانت الرياضة لا تقل عن الفن في خدمة الوطن.. فهناك حكاية أخري..
بعد حرب 1967 كان التحدي بين الفن والرياضة.. قامت أم كلثوم بجولة في عدد من الدول لجمع دولارات للمجهود الحربي وفي النادي الأهلي مع بعض رموز نادي الزمالك قرروا القيام بجولة كروية في تحدي أن نجمع "ضعف" نعم ضعف ما تجمعه أم كلثوم!!! وجرت فعلاً اتصالات مع الكويت والسعودية والسودان ودول أخري لإقامة مباريات "دولية صبي" ولكن من سوء حظ الرياضة بل سوء حظ مصر ان سعد زايد كان يجمع بين محافظ للقاهرة ورئيس لاتحاد الكرة.. وهدد "من علي بعد".. أي شخص سيفاتحه في هذا الموضوع.
***
ثم ان تكريم الرياضة لا يقتصر علي اللاعبين.. هناك من هم أهم.. هناك إداريون كانوا أعضاء دائمون في اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا مثل محمد طاهر باشا والدمرداش التوني.. هناك حكام أداروا مباريات كأس العالم والأولمبياد مثلاً.. هناك نقاد كرمت اللجنة الأولمبية الدولية أحدهم وهناك رياضيون يستحقون التكريم فعلاً ولكن تقول لمين لقد سقطت الرياضة من "القفة"!