الجمهورية
مؤمن ماجد
غش!!
لو سألت أي طالب عن أسود أيام حياته سيقول لك علي الفور.. أيام الامتحانات. وخصوصاً أيام امتحانات الثانوية العامة.. ولذلك كان طبيعياً أن يتطور الغش. من الغش الفردي من الطالب الجالس بجانبك.. إلي البرشام.. إلي توصية المراقبين.. إلي اللجان الخاصة.. إلي الغش بالميكروفونات.. إلي حفلات الغش الجماعي.. وأخيراً بتسريب الامتحانات بالكامل بالأسئلة والأجوبة النموذجية!!!
الحقيقة أن نظام امتحان آخر السنة. انتهي من العالم كله تقريباً. حتي في المدارس الأجنبية في مصر. لأنه نظام يقوم علي الحفظ. ولا يحقق العدالة بين الطلاب ولا يساعد علي اكتشاف المواهب وتنمية القدرات.
كثير من الطلاب المتفوقين. المجتهدين. يتعرضون لظروف صعبة قبل امتحان آخر السنة بأيام. أو أثناء الامتحان. مثل الإصابة بالمرض. أو وفاة الأب أو الأم. أو الإصابة بكسر في اليد أو الساق. وتكون النتيجة ضياع جهد العام بأكمله نتيجة الظروف غير الطبيعية.
وكثير من الطلاب يلعبون طوال العام. وقبل الامتحان بشهر يحبسون أنفسهم. ويعلنون حالة الطوارئ. ويلجأون إلي الحفظ. وتكون النتيجة لصالحهم في النهاية.
وكثير من الطلاب "ينشن" علي أجزاء من المنهج. ويحفظها صم. وتأتي الأسئلة من هذه الأجزاء. وتكون النتيجة غير العادلة لصالحهم.
وطبعاً من يعتمد علي الغش سواء بجهده أو بمساعدة أهله أو بالتواطؤ مع المراقبين. يكون أوفر حظاً في النجاح من الطالب المجتهد. الذي تصور أن جهده سيكون الطريق الوحيد للنجاح.
كل منظومة التعليم فاسدة. وتحتاج إلي إصلاحات جذرية وأولها في اعتقادي عدم الاعتماد بالكامل علي امتحان آخر السنة. لأن هذا النظام يساعد علي الحفظ. ويحرض علي الغش.
في كل دول العالم هناك مشروع يقوم به الطالب أو مجموعة من الطلبة. ويكون التقييم علي أساسه. بالإضافة إلي اختبارات مفاجئة طول العام حتي يحاول الطالب أن يكون منتبهاً طول العام ولا يلجأ إلي الحفظ.
إصلاح التعليم يحتاج إلي كلام كثير. وأظن أنه يستحق أن يكون المشروع القومي لأن بناء الإنسان هو الطريق الصحيح لبناء الوطن. وبمنظومة التعليم الفاسدة الحالية نحن ندمر الأجيال الصاعدة. فلا تحزنوا علي تسريب الامتحانات. ولكن علي نظام الامتحانات الذي يقوم علي الحفظ ولا يحقق العدالة. ولا يساعد علي اكتشاف المواهب وتنمية القدرات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف