الجمهورية
المستشار عبد العاطى الشافعى
سلاح الإيمان.. ونصر العاشر من رمضان
ولسوف يظل أبدا يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان هو اليوم الخالد الأغر تتعلم دروسه الأجيال وتتناقلها مع الزهور والفخر فلقد استوعبت الأمة في يوم العبور العظيم والنصر درسا كانت قد نسيته.. أو هي تناسته حينا من الدهر ذلك هو درس الإيمان والعزيمة والوطنية الصادقة والانتماء. درب حب الوطن والجهاد في سبيله مع صدق الولاء. درس التضامن والتعاون علي درب التضحية والفداء.
أشرق يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان وقد انصهرت الأمة في بوتقة الرجاء والأمل. الصدق في التوجه والاخلاص في العمل وسادها التواد والتراحم والتسامح والتآلف. التكامل والتكافل مع التآخي والتعاطف ورحلت إلي غير رجعة رذائل الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وبرزت إلي الساحة فضائل شعب نبيل طيب الأعراق. أما الزبد فقد ذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فقد مكث في الأرض.. والتهبت مشاعر الأمة غيرة علي الكرامة والشرف والعرض.. وغدت الأمة قاطبة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.. صارت الطاعة والالتحام بالجماعة حتما مقضيا وواجبا وفرضا وتعاون الجميع علي البر والتقوي فلا موضع للإثم والعدوان واستبدل الحب والود والصدق بالبغض والجفاء والبهتان وتزود الجيش والشعب بسلاح قوي لا يقل مع سواعد قوية لا تضعف أو تكل. ذالكم هو سلاح العزيمة والإرادة والثبات والايمان والاستعانة بالله وحده القوي العزيز الرحمن وانطلق هتاف أهل الكنانة - مسلمين ومسيحيين - كلهم سواء وأخوة اشقاء مع جيش مصر الباسل ونسوره الكواسر نابعا من الأعماق يشق عنان السماء ويجوب كل الآفاق: الله اكبر كان هو النشيد والحداء. كان هو ابتهال المؤمنين وخير الدعاء. كان هو كلمة السر مع ساعة الصفر وترنيمة السماء وهكذا اصطلح الشعب مع مولاه فآزره ربه وسانده ووالاه وبدت بشائر النصر لخير اجناد الأرض البواسل الأمجاد مصداقا لقوله تعالي "انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد" وهكذا تفتحت لمصر الكنانة أبواب السماء ورفرفت في اجوائها ألوية العزة والكرامة والشرف والاباءو ذاقت الأمة طعم الفوز المؤزر والفتح المبين والانتصار والمجد والفخار بعد أن تجرعت ذات يوم كأس المهانة والهزيمة والانكسار.
ولقد تعلمنا من يوم درس يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان.. ماذا تفيد التقوي وماذا يسفر عنه التعاون والتراحم والتلاحم وحب الإنسان لأخيه الإنسان ماذا يجني من يحسنون له الطاعة والولاء ويجيدون لوطنهم الاخلاص والانتماء تلك كانت مقدمات قوية سوية كانت نتيجتها حتمية فورية انها النصر من الله والفتح المبين مصداقا لوعده الحق "وكان حقا علينا نصر المؤمنين".
ذالكم هو شأننا مع يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان بروائع نتائجه بعد محكم أسبابه.. تطالعنا ذكراه في كل عام فنعيش في ساحته النيرة وفي اشراقات رحابه نسترجع روائع ذكرياته ونتعلق بقوي اهدابه نعي من جديد اعظم درسان كنا قد نسيناه نستوحي العظة والعبرة نستعيد ما افتقدناه.
ما أحوجنا اليوم وكل يوم إلي روح يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان.. يوم تحقق النصر المؤزر بسواعد الابطال المزودين بسلاح الايمان ما احوجنا إلي أن نعي درس العبور العظيم والنصر المبين ونعود كما كنا يومها متآخين متلاحمين متسامحين. نحسن لله الولاء ونجيد للوطن الانتماء.. مدركين حقا ان حب الوطن هو عير الإمان وان رعايته وتأمينه وحراسته وتنميته هي جوهر البر والعدل والاحسان وان النصر مع الايمان هو الوعد الحق من الله العزيز الرحمن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف