الجمهورية
محمد العزاوى
دراما رمضان وأيام زمان

عندما كنا ننتظر في الماضي شهر رمضان الكريم كان أول ما يتبادر إلي أذهاننا الفوازير وبعض البرامج الخفيفة كالكاميرا الخفية والبرامج الدينية والمسلسلات التي كانت تضم مجموعة من النجوم وتتواصل أحداثها علي مدار أجزاء عديدة.. بهجة رمضان كان لها الكثير من الأشكال كزينة رمضان وأغاني عبدالمطلب والفوانيس والعزومات العائلية وبرامج المسابقات الرمضانية كل هذه الأشياء كان لها مذاق خاص وطعم لا يمكن نسيانه وبالرغم من التطور الرهيب تكنولوجياً وإعلامياً إلا أننا نفتقد لهذه الأحاسيس وتلك المشاعر.. المسلسلات أصبحت بالعشرات والإعلانات المستفزة وبرامج المقالب الغريبة باتت إحدي سمات الشهر الكريم وفقدنا الأحاسيس الجميلة التي كانت تجعلنا نغوص في أجواء ممتعة لها أشكال ترفيهية ودينية وعائلية.
لم تعد هناك مسلسلات وبرامج دينية بل أصبحت مشاهد الإسفاف والخيانة والمخدرات هي الأبرز في هذا الشهر الكريم كما أن هذه المسلسلات ليس بها أي عناصر تستهدف تربية الأجيال علي الذوق الرفيع والعمل الجاد وإنما نشاهد أعمالاً معظمها هابط ولا تليق بشعب تمتد حضارته إلي سبعة آلاف سنة كما أن الإعلانات باتت تطغي بصورة رديئة علي معظم البرامج والمسلسلات مما يجعل المشاهد يعزف عن متابعة أي عمل أو مسلسل من هذا اللون.
نريد مسلسلات الزمن الجميل التي تبدو الأهداف من كل عناصرها قيما تبث المبادئ التي ترقي بالإنسان وتجعله يعشق العمل ويقدم علي كل ما يخدم الوطن دون إسفاف أو دعوة للإنحلال والتخلي عن القيم النبيلة.. نريد مسلسلات وأعمالاً تنشر قيم الجمال وحب العمل وتنفض عن شبابنا غبار الكسل فقيمة العمل أصبحت الآن بلا حافز ويكفي أن لدينا سبعة ملايين موظف لا نري عملاً أو إنتاجاً يعيد الوجه الحضاري لبلادنا.. نريد برامج ومسلسلات تنشر قيم العدل ومبادئ ديننا الحنيف وأحاديث علمائنا الأجلاء التي تؤكد علي سماحة الإسلام ووسطيته وتدفع عن الإسلام صور التطرف وأعمال العنف التي ترتكب باسم الإسلام والدين منها براء.
نريد مسلسلات وأعمالاً درامية أمثال عمر بن العزيز وغيره من الأعمال التي تركز علي قيم العدالة والإخلاص والعمل خاصة أننا في أوقات عصيبة تحتاج إلي كل فرد فينا بجهده وعمله فمصر لا يبنيها إلا سواعد أبنائها لكن مع شديد الأسف لا نري أعمالاً تؤكد أننا شعب يتطلع إلي مستقبل أفضل ونسابق الزمن لكي نلحق بركب الحضارة والتقدم.. نريد برامج تحيي في النفوس قيمة العمل والإنتاج لأنها السبيل الوحيد للخروج من كل الأزمات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف