عبد الرحمن فهمى
حوار نيوتن مع رئيس الوزراء
تابعت حديث "نيوتن" مع رئيس الوزراء علي مدي حلقاته في جريدة "المصري اليوم" علي فكرة "نيوتن" هو الصحفي الكبير صلاح دياب ابن أحد رموز الصحافة المصرية توفيق دياب رموز الصحافة المصرية الذين أضاءوا أول شعلة ضوء لحرية الرأي وعددهم 11 صحفياً تم تأليف عدة كتب عنهم وتجاهلتهم نقابة الصحفيين في يوبيلها واكتفت بالاحتفال بمحمد حسنين هيكل حيا وميتا.. حيث اطلقت اسمه علي أكبر قاعة في النقابة بمناسبة عيد ميلاده بتخصيص ليلة من ليالي اليوبيل لتأبينه ووجهت الدعوة لعدد من الصحفيين العرب الكبار فلم يحضر سوي اثنين!! وفشلت الليلة .. هيكل الذي لم يدخل النقابة في حياته المديدة!!
***
أعود إلي الحديث الشامل مع رئيس الوزراء.. ولفت نظري تأييد "نيوتن" لاستيراد القمح لأنه أرخص سعرا من شراء القمح المحلي.. ولم يمتد الحديث في هذه النقطة رغم أهميتها.
والسبب أن بعض الدول انتاجها في القمح وغير القمح غزير بدرجة انها تقوم بتصديره بأرخص الأسعار بل قيل يوما ان البرازيل تلقي بكميات كبيرة من البن في المحيط خوفا من انخفاض سعره نتيجة زيادة عرضه.
لم يطرق هذا السؤال علي ذهن أحدهما.. لذا طرحته أنا وسأجيب عليه.. وسبق ان كتبت هذه الحكاية في أكثر من جريدة.
الاجابة كلمتان اثنتين: "المزارع الجماعية" .. قلتها عشرات المرات.. المزارع الجماعية أقل تكلفة وأغزر انتاجا!!! وهذا ما قاله خروشوف أكثر من مرة.. منذ عام ..1955 نحن نستورد القمح من روسيا وأوكرانيا.. لماذا؟! لأنهما يتبعان نظام المزارع الجماعية التي تملك شراء خير أسمدة وحبوب وآلات وتستغني عن الأيدي العاملة لذا فالزراعة الجماعية أرخص وأجود وأغزر انتاجا.
السيدة قوت القلوب الدمرداشية الابنة الوحيدة للشيخ الدمرداش الذي بني مستشفي الدمرداش.. ورثت مزارع علي مرمي البصر.. ولما صدر قانون الاصلاح الزراعي عرضت علي الحكومة أن تستغل هي المزرعة بما فيها من تجارة مواشي وعجول وأبراج حمام وخلايا عسل نحل ومصانع جلود ومربي والبان وغيرها.. ولم يستمع اليها أحد فضاعت المزرعة.
***
والغريب أن موضوع توزيع الأراضي تمت مناقشته في مجلس الشيوخ بناء علي استجواب من أحد أبرز أعضاء المجلس محمد بك خطاب.. واستمرت المناقشة أياما طويلة اشترك فيها خبراء من خارج المجلس وانتهي الاستجواب بالرفض لكي تستمر مصر هي "سلة قمح العالم"!!!
***
لذا .. ونحن في الطريق لإصلاح واستصلاح مليون ونصف المليون فدان يجب ان نجيد التفكير في موضوع المزارع الجماعية علي طريق وزارة الزراعة التي تنتج خير ما تعطيه الأرض لا أقول بأقل الأسعار وأجود الأصناف بل بأبخس الأسعار وخير ما هو مطروح في السوق.
***
الأهم من هذا كله
ان نجد نحن الكتاب من يقرأ ويفكر وينفذ اذا ما اقتنع واذا لم يقتنع فنحن مازلنا علي سطح الأرض لمدة محددة وبالحوار نصل إلي خير قرار.